تنعقد اليوم الأحد قمة شرم الشيخ الأمنية بحضور الأطراف التي اجتمعت في لقاء العقبة الأمني قبل أسابيع، وهم : (إسرائيل) والأردن، ومصر، والسلطة الفلسطينية. ما يقوله إعلام السلطة وإعلام العرب عن اللقاء الأمني غير ما يقوله الإعلام العبري. الإعلام العربي يجمل اللقاء وكأنه لمحاصرة (إسرائيل) ومواجهة الاستيطان، والإعلام الإسرائيلي يقول إنه لمواجهة المقاومة ولا سيما في شهر رمضان، إذ تتخوف (إسرائيل) من تزايدها في شهر الصيام والأعياد اليهودية.
بعد لقاء العقبة صرحت قيادات إسرائيلية أن اللقاء لم يناقش موضوع الاستيطان، (وإسرائيل) لم تلتزم بوقفه، ولم تلتزم بوقف اقتحاماتها للمدن الفلسطينية، أو وقف الاغتيالات، وأثبتت الوقائع أن (إسرائيل) كانت للأسف صادقة فيما قالته، فحرقت حوارة بعد العقبة، وقتلت عشرات وجرحت آخرين في جنين ونابلس بعد العقبة، وما يزال الاستيطان وهدم بيوت المقدسيين مستمرًا، وربما يستمر في شهر رمضان كما يصرح بن غفير.
لقاء شرم الشيخ لن يختلف كثيرًا في موضوعاته ومخرجاته عن لقاء العقبة، وربما تزداد بعده الضغوط العربية على قادة حماس والفصائل الأخرى، لوقف أعمال المقاومة في شهر رمضان. (إسرائيل) تريد ذلك الوقف، وسلطة الحكم الذاتي تريد ذلك أيضًا، وإذا لم تنصاع الفصائل لهذه المطالب فستستمر (إسرائيل) في الاقتحامات والقتل والاغتيالات، بل وستزيد منها كما صرحت مصادر عبرية قبل توجه الوفد العبري لشرم الشيخ.
المؤسف أن (إسرائيل) تجد من يساعدها عربيًا في تحقيق مطالبها، والمقاومة الفلسطينية لا تجد من يساعدها عربيًا في تحقيق مطالبها، بل هي تتعرض دائما لضغوط عربية تعرقل أحيانًا أعمالها. وهي مضطرة دائمًا لإجراء موازنات بين ما تريد القيام به، وما هو مطلوب منها عربيًا، وفي الوقت نفسه لا توجد دولة عربية قادرة على الضغط على (إسرائيل) لوقف الاستيطان، أو التوقف عن اقتحامات المدن الفلسطينية.
قمة العقبة الأمنية، وقمة شرم الشيخ الأمنية، تحكي بحضور سلطة الحكم الذاتي حالة فشل فلسطيني وعربي في مواجهة الاستيطان والعدوان الإسرائيلي، وتحكي ضغطًا جماعيًا على المقاومة، ومنعها من حقها الشرعي في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
قمة العقبة،وقمة شرم الشيخ من الأعمال المؤسفة المجحفة بحق الفلسطينيين.