عبد اللهثمة من يبحثون عن المصالحة بين فتح وحماس، ولكن يبدو أنه لا مصالحة يمكن مسكها باليد أو القبض عليها.
في الجزائر جرت وما زالت تجري حوارات بين الطرفين من أجل المصالحة والشراكة في الحكم والانتخابات، وفي موسكو أيضًا هناك من يبحثون عن المصالحة، ويشجعون الطرفين عليها، ولكن الميدان في الضفة وغزة يقول لا مصالحة، ولا انتخابات، ولا شراك في الحكم!
الميدان يقول: إن جلّ الشعب الفلسطيني ينحاز لخيار المقاومة، ولا سيما بعد فشل مشروع المفاوضات مع حكومات الاحتلال، وتزايد الاستيطان، والتهويد.
الميدان يقول: إن جلّ شهداء نابلس وجنين (٨٨) شهيدًا سقطوا في شهرين، كانوا ضحية مباشرة وغير مباشرة للتنسيق الأمني بين السلطة وقوات الاحتلال!
جلّ أفراد الشعب في الضفة لا يثقون في أداء السلطة الأمني، بل إن أجهزة الأمن متهمة بالتعاون مع أجهزة أمن دولة الاحتلال بغرض قمع المقاومة، ومنع توسعها وانتشارها، وهؤلاء يستشهدون على هذا الموقف اللاوطني بمشاركة السلطة في لقاء العقبة الأمني، وعزمها على المشاركة في لقاء شرم الشيخ الأمني، والذي ينعقد بحسب أجندة معلنة تحت عنوان وقف ظاهر (العنف/ المقاومة ) في الضفة ولا سيما في شهر رمضان، باعتبار أنه شهر يتوقعون أن تزداد فيه أعمال المقاومة.
من يقولون إنه لا مصالحة في الأفق، لا في الجزائر ولا في غيرها محقون لحدّ بعيد، لأنه لا لقاء بين مشروعين متناقضين، مشروع المقاومة، ومشروع قمع المقاومة، ولا بين قيادات لا كمياء بين أفرادها، يقولون إن عباس في هذا السن المتأخر من العمر لن يخطو خطوة واحدة نحو حماس، وإنه أمضى عمره في عداء متواصل مع حماس والحركات الإسلامية عمومًا، وهو حريص على توريث هذا العداء لمن بعده، لأنه مبدئيًّا يكره الإسلامين في فلسطين، وفي غير فلسطين!
هذه المعطيات يدركها الشعب، وله فيها أقوال وأقوال، ولكن ما لا يعرفه الشعب، ولا يكاد يدركه، وأنا من الشعب، هو ما الحل لهذا الحال المؤسف؟ هل نحن في حاجة لحلّ؟ الجواب: نعم نحن في حاجة ماسة لحلّ جيد، ولكن الباحثين عنه لا يملكون القدرة على تشكيله وفرضه، وسيبقى سؤال الحلّ يلاحق كل من يتعرض للحالة الفلسطينية القائمة، التي سكنت واقعًا معقدًا شكلته أيدٍ صهيونية وغربية ماكرة!