حذّر معلمون من مدرسة اليتيم العربي الصناعية في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، من إغلاق المدرسة، نتيجة سياسة إدارتها ضد المعلمين،لا سيّما في أعقاب فصل 6 معلمين، وتهديد آخرين بالفصل مؤخرًا.
ومدرسة اليتيم العربي الصناعية تتبع إدارتها لجمعية اليتيم العربي الأردنية، وافتتحها الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال عام 1965 في بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، كمدرسة للتعليم الثانوي المهني والتقني.
وأوضح أحد المعلمين- فضّل عدم الكشف عن هويته- أن إدارة المدرسة استدعت سبعة معلمين ومديرها وعقدت لهم جلسة استماع أول من أمس، معتبرًا عقد جلسة استماع "خطوة أولى تسبق الفصل".
وخلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، قال المُعلم: إن إدارة المدرسة فصلت العام الماضي 6 معلمين و4 حراس، مشيراً إلى أن الإدارة تواصل إجراءاتها التعسفية بحق المعلمين تحت ذريعة "الضائقة المالية".
وأبدى تخوفه من سياسات إدارة المدرسة، الأمر الذي دفعه والمعلمين إلى مخاطبة الأردن ووزارة الأوقاف الإسلامية في القدس ووزارة التربية والتعليم برام الله وجهات أخرى معنية، من أجل الوقوف عند مسؤولياتهم لوقف هذه سياسة الفصل التي تهدد المعلمين.
وأفاد المعلم بأن المدرسة تضم 7 أقسام مختلفة، و19 مُعلمًا بعد فصل المعلمين الستة العام الماضي، متوقعاً أن يتم تقليص أعدادهم خلال الأيام القادمة، مشدداً على أن "مصير غامض ينتظر المدرسة في الفترة الراهنة".
وأشار إلى أن المعلمين يعكفون على تشكيل لجنة وطنية تضم نقابات وجهات تعليمية والأوقاف في القدس من أجل تقصي الحقائق والوقوف على حيثيات الأزمة.
بدوره، قال المعلم في مدرسة اليتيم العربي قيس خمايسة، إن المدرسة تعرضت منذ فترة طويلة وتحديداً منذ العام الماضي إلى عدة نكبات متتالية، بدأت بفصل معلمين العام الماضي.
وأضاف خمايسة أن "العام الدراسي الحالي بدأ في ظل وجود نقص حاد في المعلمين"، مشيرًا إلى أن إدارة المدرسة عقدت جلسات استماع لسبعة معلمين بالإضافة لمدير المدرسة ومن ضمنهم مهندسين في قسم الكهرباء، ما يُنذر بإغلاق القسم.
وعبّر عن تخوفه من إغلاق المدرسة بالكامل خلال الفترة الماضية، خاصة في أعقاب فصل معلمين وإغلاق أقسام من المدرسة في وقت سابق.
فيما أكدت المُعلمة ايناس عيده، أن حالة من التوتر تعيشها المدرسة منذ بداية العام الجاري، مشيرةً إلى أن "الاستدعاء هو عبارة عن انهاء خدمات المعلمين".
وبيّنت عيده، أن أهالي الطلبة يعيشون حالة من القلق على مصير أبنائهم الذي بات مجهولًا على ضوء ما تتعرض له المدرسة، لافتةً إلى أن هناك تغييرًا مجهولًا يحدث في المدرسة من حيث الهيكلية والإدارة وغيرها.
ومما زاد مخاوف عيده، أن مسؤولين في ما يسمى بوزارة المعارف الإسرائيلية تنفذ دورات تعليمية في المدرسة وتنشر الصور على صفحتها الرسمية، وهو ما يعني المدرسة ذاهبة للتسريح وأسرلة المناهج".
والأسبوع الماضي خاض معلمو مدرسة اليتيم العربي، إضرابًا مفتوحًا عن العمل، رفضًا لمحاولات أسرلتها وإغلاقها، واحتجاجًا على سياسة إدارة المدرسة بحق المعلمين.
وتقع مدرسة اليتيم العربي في منطقة مستوطنة "عطروت" الصناعية شمالي القدس، ويرى أولياء أمور الطلبة أن المدرسة تحمل رؤية جديدة يرى الأهالي أنها ستسهم في إلحاق المدرسة بسوق العمل الإسرائيلي، ويمكن أن تشكل مقدمة لإخضاع المدرسة لبلدية الاحتلال في القدس، أو إغلاقها بالكامل لاحقًا.
ومنذ عام 2016، قررت إدارة المدرسة إبرام عقود مع العاملين والتعامل معهم بنظام شركة، إضافة إلى تحويل المدرسة من مهنية أكاديمية إلى دورات تدريبية فقط، وإغلاق المعامل والمختبرات وجعل التدريب العملي للطلاب في المعامل والورشات، والعمل على استقدام طلاب من مدارس أخرى تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية لأخذ دورات في هذه المعامل والمختبرات.