مع تطور الحياة التكنولوجية وظهور الهواتف الذكية وإقبال جميع الفئات العمرية عليها، ومنهم الأطفال الذين يكثر استخدامهم للأجهزة اللوحية، وأجهزة الأهالي المحمولة، في محاولة منهم لتقليدهم بتصفح مقاطع الفيديو وتحميل التطبيقات والألعاب؛ ينتاب الأهالي حالة من القلق طوال مدة وجود هواتفهم بأيدي أطفالهم، خوفًا من إرسال رسالة نصية لرقم ما، أو القيام بمكالمة هاتفية، أو نشر صور شخصية على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما حدث عند الكثيرين، ولعلك _عزيزي القارئ_ أحد الذين يعانون من هذه المشاكل.
مخاوف الآباء والأمهات هذه كانت مصدر إلهام للفريق الشبابي (كيدز موبايل)، ودافعًا له إلى العمل على تقديم حل نوعي وابتكاري لهذه المشاكل، فقدموا تطبيق "(يو تيوب) الأطفال"، وهو الأول على مستوى الوطن العربي.
بيئة آمنة
المدير التنفيذي لفريق (كيدز موبايل) المهندس سلمان منصور قال: "بدأنا بالعمل انطلاقًا من عدم مناسبة كثير من المواد المقدمة للأطفال العرب، على صعيد العنف والعادات والتقاليد العربية، أيضًا المحتوى المقدم للأطفال هو الأكثر مشاهدة على شبكة (الإنترنت)، وغالبًا ما يقضي الأطفال وقتًا كبيرًا مع الأجهزة اللوحية في ظل انشغال الأهالي عن متابعة ما يقدم لأطفالهم، واحتياجهم لتقديم محتوى معين لأبنائهم".
وأضاف منصور في حديثه لـ"فلسطين": "إن القائمين على تطبيق "(يو تيوب) الأطفال" هم مجموعة من الشباب الرياديين الفلسطينيين، يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات باسم فريق (كيدز موبايل)، وهو فريق عربي أسس عام 2016م، ويُعدّ هذا التطبيق باكورة أعمال الفريق".
وبين أن الفريق يرمي من التطبيق إلى تقديم محتوى ذي هدف وترفيهي ومفيد للأطفال العرب، بإدارة المحتوى المقدم لهم ليتناسب مع الأعراف العربية، بعيدًا عن المحتوى الضار، وذلك بتصميم وإنتاج مجموعة من التطبيقات الملائمة للأجهزة اللوحية ضمن بيئة آمنة وخاصة بالأطفال العرب.
وذكر منصور أن التطبيق متاح للجميع، ولا يحتاج لاعتماده من جهات معينة، وأن العديد من مؤسسات التربية والمجموعات الاجتماعية نشرته وأوصت باستعماله.
واجهت الفريق العديد من الصعوبات في البداية وتغلب على بعضها، وعن أهم هذه الصعوبات تحدث منصور: "بسبب الإقبال الكبير على التطبيق في بداية النشر توقف عمل (السيرفر) الرئيس فحجزنا (سيرفرات) بمواصفات عالية وتكاليف مرتفعة، وبعد الانتشار واجهتنا مشكلة مع متجر (جوجل بلاي)، ما اضطرنا إلى تغيير الاسم من (يو تيوب) الأطفال إلى (تيوبي للأطفال)، إلى جانب العمل على إيجاد حساب بنكي يقبل الدفع والسحب منه من طرف شركة (جوجل)، خصوصًا أن البنوك المحلية لا تدعم هذه المعاملات المالية، وهذا ما يواجه جميع المبرمجين في قطاع غزة، إضافة إلى صعوبة التواصل مع الجهات الخارجية لنقل الفكرة ونشرها في الساحة العربية".
مميزات التطبيق
وكان تطبيق الفريق (كيدز موبايل) قد حاز المرتبة الأولى في المسابقة التي أعدّتها المنظمة العربية للتّربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، التي رمت من وراء إطلاقها إلى العمل على تعزيز إنتاج تّطبيقات الجوال العربيّة، ونشر استعمالها على أوسع نطاق ممكن، وذلك بتوفير البيئة التّقنيّة اللازمة، ورعاية الموارد البشريّة، وإقامة شراكات مثمرة مع مختلف المؤسّسات الحكوميّة والخاصّة ذات الاختصاص.
وبحسب ما ذكر منصور إن "التطبيق يتميز بعدم وجود منافس عربي، إذ إنه الأول من نوعه الذي سينتشر في كل البلدان العربية، وقد وصل عدد المتابعين في يومه الأول إلى عشرة آلاف".
وبيّن أن التطبيق مصمم بشكل جذاب ومناسب للأطفال، ويتيح لهم استعراض مقاطع (فيديو) من خلال التصنيفات، والقنوات، والمسلسلات والحلقات وغيرها.
وتابع: "إضافة إلى ذلك إن البحث في مقاطع (الفيديو) يكون من طريق الكتابة أو البحث الصوتي، ويدعم الأجهزة اللوحية وأجهزة التلفاز الذكي، وأيضًا يتيح عدة خيارات للوالدين، منها عمل مجموعات وقوائم خاصة منتقاة من مجموعة من المقاطع ليسهل للطفل الوصول إليها لاحقًا من خلال القائمة الرئيسة وتشغيلها بشكل متسلسل، ويمكن للوالدين التحكم في الإعدادات الصوتية الخاصة بالتطبيق وفلترة المحتوى الخاص بحجب بعض المقاطع أو القنوات أو التصنيفات نهائيًّا".
وقال منصور: "الشعور بالنجاح والفوز هو عامل أساسي للفرح لدى الفريق، ولاشك أن هذه السعادة رفعت من معنوياتنا وضاعفت طاقتنا بالعمل والاجتهاد، وزاد يقيننا بأن لكل مجتهد نصيبًا".
وأشار إلى أنه وأعضاء الفريق يطمحون إلى أن يرتقوا بالفريق ليصبح شركة عربية رائدة في مجال تطبيقات الأطفال، وأن تصبح تطبيقاتهم مثبّتة على كل هاتف عربي في الوطن العربي والمهجر.