طبيعة العلاقة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الصهيوني قائمة على التناقض والمعاكسة، لكونها بين صاحب حق، ومعتدٍ.
والشعب الفلسطيني لا يهدف من خلال مقاومته إلى استرداد قطعة أرض أو موارد ومقدرات، لأن الاحتلال متعمق ومتجذر، ويعد نفسه صاحب الجغرافيا والتاريخ، والزمان والمكان، ولا يرى في فلسطين إلا نفسه، هذه النظرة أوجدت فلسفة مختلفة للعلاقة بين الشعب العربي في فلسطين والاحتلال الصهيوني، إذ يسعى ويهدف الفلسطينيون إلى الوجود والهوية والامتدادات عبر الأزمنة، لأن الاحتلال خطط لدولته (٥٠) سنة قبل الإعلان، وهو مستمر منذ (٧٥) سنة في إرهابه وطغيانه في فلسطين.
هذا يتطلب من الشعب الفلسطيني التخطيط العميق لمقاومته، وأرى ملامح فلسفة ومبادئ للمقاومة الفلسطينية تقوم على النظرة الآتية:
١- أن الصراع صراع وجود وإعادة الهوية للزمان والمكان والإنسان.
٢- الغلبة تنتج من جولات تراكمية وليست بالضربة القاضية، والمعركة مستمرة.
٣- الاحتلال يستخدم كل الأدوات والأساليب والوسائل، والمقاومة تحتاج إلى نفس الأساليب ونفس الأدوات والوسائل، ويجب أن تستند إلى التخطيط والعمق والوعي والحكمة.
٤- المقاومة تحتاج إلى كل الشرائح الفلسطينية، كل في تخصصه ووفق ظروفه وإمكاناته ولا يمكن أن يعتقد أحد أنه معفى من مسؤولياته ودوره.
٥- يوجد دور لمكونات الأمة العربية والإسلامية، وإن حالت الظروف عن دور الدول والحكومات فإن الدور يكون أكبر على الشعوب ومكوناتها الحزبية والمجتمعية وخاصة الأحزاب التي تضطلع بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.
هذه فلسفة الوعي والسلوك العميق لمقاومة الشعب الفلسطيني، ولم أتطرق إلى مقومات وإمكانات المقاومة البشرية والمادية؛ لأنها باتت من الدين بالضرورة، وهي في قلب المعاني، ولصيقة الكيان والوجود للمبدأ.
أخيراً أكرر أن المقاومة تحتاج إلى دقة عالية في الفهم وحكمة موزونة بميزان الذهب وتخطيط متعمق قائم على المعلومات والأفكار والتقدير لكل الجوانب والبيئة.