فلسطين أون لاين

الطريق إلى المجد السابع

خدمات رفح يواصل التألُّق وتحطيم الأرقام

...
خدمات رفح يواصل التألق وتحطيم الأرقام
غزة / وائل الحلبي:

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام فريق خدمات رفح من أجل الوصول إلى القمة واعتلاء قمة هرم جدول ترتيب الدوري الممتاز لكرة القدم لموسم 2022-2023، بل والحفاظ عليه حتى الرمق الأخير.

فالخدمات الرفحي منذ اللحظة الذي تولى فيها الصدارة لم يتنازل عنها حتى في تعثُّراته التي مرَّ بها خاصة في المراحل الأخيرة، ليحافظ على ثباته وتماسكه إلى أن حسم الأمور في الأنفاس الأخيرة من مباراته أمام اتحاد خانيونس.

منذ عودة الكابتن إسلام أبو عريضة لتدريب الفريق مرة أخرى في الموسم الماضي، بدت ملامح العودة لمنصات التتويج وأصبحت أكثر وضوحًا، بعدما وضع بصمته على آخر لقب تُوّج به الفريق قبل أن يغيب خدمات رفح عن البطولات لموسمين متتاليين.

الحلم من أجل الوصول للقب الدوري الممتاز أو كما أطلق عليها عشاق الأخضر "المجد السابع" كان بحاجة إلى أن يعيد الفريق ترتيب أوراقه من البداية والتي كانت بإعادة أبو عريضة لتدريب الفريق في الموسم الماضي، لتكون نقطة انطلاق نحو اللقب.

أرقام قياسية

مشوار خدمات رفح في الدوري، عرف تحقيق الفريق الفوز في 15 مباراة، مقابل 5 تعادلات وهزيمتين، مسجلًا 31 هدفًا، بينما لم تستقبل شباكه سوى 7 أهداف.

رحلة خدمات رفح نحو اللقب لم تكن سهلة كما يتخيلها البعض لكنه مرَّ بالعديد من العثرات والتي كان أبرزها الخسارة من الشجاعية في الجولة الـ19 بعدما حافظ على سجله نظيفًا من الخسارة في 18 مباراة منذ بداية الموسم، قبل أن يتلقّى صدمة أخرى بخسارة الديربي في الجولة قبل الأخيرة من البطولة.

ولعل ما زاد من صعوبة التحدي بالنسبة لخدمات رفح هي المنافسة القوية من جاره الشباب والذي جدّد آماله بقوة في حسم اللقب بعد الفوز في الديربي الذي وضع الأخضر تحت ضغط كبير قبل مواجهة اتحاد خانيونس في الأسبوع الأخير.

طريق اللقب

الانطلاقة القوية لخدمات رفح في الدوري الممتاز جعلت الفريق مُرشحًا كالعادة على اللقب، لكن مع زيادة كبيرة في الاحتمالات بعد تحقيقه لفوزين متتاليين أمام الهلال والصداقة، قبل أن يعرف أول تعثُّر في مشواره بالتعادل السلبي مع شباب خانيونس.

لم يستسلم للتعادل وعاد لسكة الانتصارات في الجولتين الرابعة والخامسة أمام الزوايدة واتحاد بيت حانون، لكنّ المفاجأة تمثّلت في توقُّف انتصارات الفريق ومروره بمرحلة من التعادلات السلبية لازمته في ثلاث مباريات متتالية.

تعادلات خدمات رفح المتتالية جاءت أمام خدمات النصيرات وشباب جباليا والشجاعية، ورغم أنّ هذا الأمر أعطى مؤشرًا خطيرًا بخصوص القوة الهجومية للفريق، إلا أنه منح طمأنينة في ظلّ القوة والصلابة الدفاعية مع وجود مدافعين من طينة الكبار أمام الحارس المخضرم هيثم فتيحة.

الأخضر انتفض بشكل رائع قبل نهاية مرحلة الذهاب وعاد لطريق الانتصارات من بوابة غزة الرياضي، قبل أن يحقق فوزًا كاسحًا على جاره شباب رفح والذي جعل الفريق يتربّع على صدارة الترتيب من جديد والتي عزّزها بفوزه على اتحاد خانيونس في ختام الدور الأول.

اقتراب المجد

أصبح خدمات رفح أكثر يقينًا من قدرته على حسم اللقب رغم ملاحقة جاره الشباب والشجاعية له، إلا أنّ كتيبة الماتادور أظهرت قوة كبيرة في انطلاقة الدور الثاني وتمكنت من تحقيق الفوز في ثلاثة مباريات متتالية على الهلال والصداقة وشباب خانيونس.

الحوانين كانوا حجر عثرة في طريق انتصارات خدمات رفح وأجبروه على التعادل السلبي، لكنّ هذا الأمر لم يجعل الفريق ينظر للخلف وعاد مرة أخرى لينتفض بتحقيقه للفوز في ثلاث مواجهات على الزوايدة وخدمات النصيرات وشباب جباليا.

خدمات رفح لم يعرف الخسارة منذ بداية الدوري في الموسم الحالي، لكنّ اتحاد الشجاعية كان أول فريق يذيقه طعم الخسارة، لكنها تزامنت مع تعثر لشباب رفح الذي سقط في حينها بالتعادل الإيجابي أمام غزة الرياضي، لتأتي أضرار الخسارة من المنطار أقل من  المتوقع.

حاول خدمات رفح لململة أوراقه من جديد وفاز في الجولة التالية على غزة الرياضي قبل صدامه المثير والمنتظر أمام جاره الشباب في الديربي الأقوى منذ سنوات طويلة، والذي أُقيم في غياب الجمهور وهذا ما بدا واضحًا على الأجواء المحيطة بلقاء القمة.

الديربي كان يُمثّل أهمية كبيرة للفريقين، شباب رفح يريد التمسك بالأمل ومنع خدمات رفح من حسم اللقب والأخير يحتاج لتعادل لإنهاء الأمور لصالحه دون النظر لنتائج الجولة الأخيرة، لكنّ الصاعقة جاءت بالخسارة والتي جعلت الأمور تنقلب وتجددت آمال شباب رفح بقوة، وأصبح خدمات رفح بحاجة للفوز على اتحاد خانيونس لتصويب أوضاعه وعدم السماح بضياع اللقب الذي كان أشبه بدخوله لخزائنه قبل عدة جولات.

مباراة البطولة دخلها خدمات رفح وسط حالة من التوتر والضغط العصبي الكبير وكل ما كان يشغله في ذلك الوقت هو تفادي المفاجآت ومنع اتحاد خانيونس من تعطيله وتحويل مسار اللقب لجاره، وكاد أن يحدث ما لا يتمناه الأخضر الرفحي قبل أن تأتي صاروخية مهند حسنين أحد الرجال الذين دفع بهم إسلام أبو عريضة منذ ثلاثة مواسم ومنحه الثقة بالمشاركة، ليكون حسنين على قدر من المسؤولية ويُكافئ مدربه بهدف التتويج وكأنه يردُّ له جميل الفرصة التي حصل عليها للتواجد مع الفريق الأول.

الهدافون

رغم أنّ الفريق لم يتمكن من إظهار الشراسة الهجومية المطلوبة في مبارياته، إلا أنّ الأهداف التي سجلها جعلته يمللك القدرة على استعادة اللقب، أهداف خدمات رفح الـ31 في الموسم الحالي كان للنجم محمد الجرمي نصيب الأسد فيها بتسجيله لـ10 أهداف.

وتناوب على تسجيل الأهداف الـ21 المتبقية كلا من أنس الشخريت 4 أهداف وإبراهيم أبو عمير 3 أهداف، وسجل جميل صقر وهلال غواش ومهند حسنين هدفين لكل منهم، وسجل يوسف داوود وأحمد العمواسي وإبراهيم العرجا وأحمد اللولحي وعطايا جربوع هدف لكل منهم، فيما تم احتساب 3 أهداف في الفوز الإداري على خدمات النصيرات.

حامي العرين

حراسة مرمى الفريق كانت من أهم العوامل التي ساهمت في تحقيق الفريق للّقب في ظلّ التألق اللافت للحارس هيثم فتيحة الذي تولّى مهمة حماية عرين الفريق في (22) لقاءً لم تستقبل شباكه سوى 7 أهداف، في رقم قياسي لم يسبق أن حقّقه أيّ حارس مرمى منذ موسم 2010/2011 على أقل تقدير.