اليهود عبر التاريخ يسعون في الأرض فسادًا، ومن مظاهر ذلك حبك المؤامرات، وزرع الفتن، واتباع سياسة فرق تسد.
في فلسطين وبالذات في قطاع غزة وقبيل خروج اليهود المذل من القطاع، حاول اليهود بشتى الطرق إثارة فتنة اقتتال بين كوادر فتح وحماس ولكن الله سلَّم.
ثم بعد ذلك وفي إثر اتفاقية أوسلو دربت كوادر فلسطينية في الضفة الغربية من أجل التنسيق الأمني مع اليهود أو بالأحرى التعاون الأمني، بهدف منع أي عمل مقاوم ضد اليهود.
ومن أجل تفعيل هذا التعاون الأمني فقد ربط بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى.
بالترغيب بمنح مميزات ومغريات لقادة التنسيق الأمني ولذويهم، وبالترهيب بقطع المنح عنهم ومعاقبتهم وابتزازهم بصور شتى حال الإخلال بهذا التعاون.
هذه السياسة والتعاون المنقطع النظير أسفر عن نتائج منها:
اقتحامات لليهود، وبناء البؤر استيطانية، وتسهيل دخول المستعربين لاغتيال رجال المقاومة وجرأة للمستوطنين بالعبث بممتلكات الفلسطينيين ومزارعهم، وتوغل مستمر لقوات المحتل وسفك الدماء، وتدمير البيوت ....الخ.
وبالمقابل اعتقال الأجهزة الأمنية للسلطة كل مقاوم والزج به في سجونها وتعذيبهم بأسوأ أنواع التعذيب، إضافة إلى حماية أي يهودي ضلَّ طريقه داخل المدن الفلسطينية، وقراها وإعادته سالمًا غانمًا للمحتل.
كذلك تهديد أجهزة دايتون أفراد المقاومة إن لم يسلموا أسلحتهم، وفي سبيل ذلك قاموا بإغرائهم بمناصب ومكافآت إن تخلوا عن المقاومة، كما شجع هذا التعاون بعض الأنظمة العربية على التطبيع مع اليهود.
ونتيجة لكل هذا التعاون الأمني أدى إلى إثارة حفيظة الشارع الفلسطيني، والسخط على السلطة حيث لم يسبق عبر التاريخ قيام من وقع تحت نير الاحتلال بحماية المحتل والتعاون معه بهذا الشكل المقيت والمخزي والمذل.
إضافة إلى ما سبق فقد قامت سلطة دايتون بتصرفات استفزازية لمشاعر الفلسطينيين من ذلك استنكار مقتل اليهود، وغض الطرف عن مقتل الفلسطينيين، واتخاذ مواقف مذلة تجاه عربدة اليهود في المحافل الدولية والاعتداء على جنازة الشهيد بطل عملية "حوارة"، كل هذه الاستفزازات تهدف بالدرجة الأولى إلى إثارة حفيظة الشعب الفلسطيني ولا سيما رجال المقاومة تجاه السلطة، والهدف من ذلك هو اشعال نار الفتنة بين رجال المقاومة وسلطة دايتون كي يقع اقتتال فلسطيني فلسطيني.
ولا يستبعد من أجل تعجيل وقوع هذه الفتنة أن تجند عناصر من سلطة دايتون متخفية باسم المقاومة للقيام بإطلاق النار على مراكز تابعة للسلطة الفلسطينية ثم يتم تضخيم هذا الاعتداء إعلاميًا لتهيئة الرأي العام الفلسطيني من أجل تصفية المقاومة، وذلك بداية الفتنة التي خطط لها إقليميًا وبمباركة أمريكية.
في الختام، على عقلاء الشعب الفلسطيني الحذر من مخططات كيد ومكر اليهود لذلك يجب عند كل إراقة دم فلسطيني توجيه السهام نحو العدو الصهيوني الغاصب، والثأر منه حينها فقط نواجه المكر بمكر والكيد بكيد والدم بدم.
نسأل الله أن يرد كيد الأعداء ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمين يا رب العالمين.