لا تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن محاربة المظاهر الدينية الخاصة باستقبال شهر رمضان المبارك، ومنها "الزينة الرمضانية"، عبر تنفيذ سلسلة من الإجراءات العنصرية التي تستهدف القائمين عليها وصولًا إلى منعهم نهائيًّا.
ومع حلول شهر رمضان يعلّق نشطاء وشبّان الأحياء المقدسية الزينة الرمضانية في أزقة البلدة القديمة وأسواقها وباحات المسجد الأقصى، احتفالًا وابتهاجًا بشهر رمضان، لكن الاحتلال أقرّ إجراءات التهديد والترهيب ضد القائمين على هذه الحملات، في محاولةٍ منه لتنغيص هذه الفرحة، وفق مرابطين.
وكانت شرطة الاحتلال هدّدت الشبان في حي باب السلسلة بالاعتقال؛ بسبب تعليق زينة استقبال شهر رمضان خاصة التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني، وطلبت منهم تبديلها أو أن تقوم هي بذلك.
كابوس الاحتلال
تقول المرابطة في المسجد الأقصى إسلام مناصرة: "إن الزينة ترمز لهوية شهر رمضان المبارك الإسلامية، الذي يكون له رونق خاص في الأقصى، خلافًا لأيام العام"، مبينةً أن الاحتلال يسوّق أن رمضان شهر المواجهات والمشاكل.
وأوضحت مناصرة لصحيفة "فلسطين" أن شهر رمضان يشكّل كابوسًا لسلطات الاحتلال؛ لذلك يعمل على شيطنته من خلال التنغيص وكسر فرحة الفلسطينيين باستقبال شهر رمضان، مشيرةً إلى أن أعداد المرابطين تكثر في باحات الأقصى خلال هذا الشهر.
اقرأ أيضاً: "المسحراتي" وزينةُ رمضان في القدس يزعجون الاحتلال
وأضافت: "تعليق الزينة باستقبال شهر رمضان لا يُشكّل تهمةً لأي شخص، لكن الاحتلال يسعى للتنغيص على المقدسيين عبر هذه الإجراءات العنصرية"، لافتًا إلى أن الاحتلال يخشى تصاعد المواجهات تزامنًا مع ما تسمى بـ"الأعياد اليهودية".
وبيّنت أن التواجد المقدسي والرباط في باحات الأقصى ينغّص على الاحتلال أيَّ اقتحام للمستوطنين، منبهةً إلى أن سلطات الاحتلال شنّت سلسلة اعتقالات وإبعادات بحق النشطاء والمرابطين قبل بدء شهر رمضان.
وبحسب مناصرة فإن الشبان انتهوا من تزيين باب حطّة وبعض أحياء البلدة القديمة، أما باب السلسلة فلم ينتهِ العمل به؛ "لكونه أكثر الأبواب حساسية بسبب تواجد المستوطنين فيه واقتحامهم الأقصى عبره".
في حين تؤكّد المرابطة المقدسية عايدة الصيداوي أن الاحتلال يمنع كلّ مظاهر استقبال رمضان في باب العمود وأحياء البلدة القديمة؛ بهدف تحويله إلى معلم يهودي خالص.
وقالت الصيداوي لـ"فلسطين": إن الاحتلال يسعى لإنهاء أيّ مظاهر تدل على إسلاميّة المسجد الأقصى، واستبدال معالم يهوديّة بها، ضمن محاولاته للقضاء على التواجد الفلسطيني والإسلامي فيه.
وأوضحت أن "الاحتلال يسعى لفرض السيطرة الكاملة على الأقصى بافتعال المشاكل والمواجهات خلال شهر رمضان وتسويقه أنه ليس شهرًا للعبادة؛ لبثّ الخوف في قلوب المقدسيين والفلسطينيين كافّة".
وشددت على أنه "رغم ممارسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية، سنواصل تزيين الأقصى والأحياء المحيطة به، وسنبقى مدافعين عنه ومرابطين في باحاته خلال رمضان".
وقائع جديدة
من جانبه رأى رئيس كلية "الشهاب" المقدسية د.أمجد شهاب أن إجراءات الاحتلال تنغّص على الفلسطينيين استقبال شهر رمضان المبارك، وتفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى.
وقال شهاب لصحيفة "فلسطين": إن وزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير تعهّد للمستوطنين وجماعات الهيكل بإغلاق المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، "وهذه سابقة خطيرة لم يمر بها الأقصى منذ عام 1967".
اقرأ أيضاً: "زينة رمضان".. تعظيم لـ"شعائر الله" وراحة نفسية واجتماعية
وأشار إلى أن شهر رمضان يتزامن مع حلول "الأعياد اليهودية"، لذلك تسعى حكومة الاحتلال الفاشية لفرض وقائع جديدة وتشديد الخناق على المقدسيين عبر الإجراءات القمعية ومنع الفلسطينيين من استقبال رمضان بالطريقة الإسلامية.
وبيّن أن سلطات الاحتلال ترسل إلى الفلسطينيين رسالة عبر إجراءاتها أنها "صاحبة القرار في الأقصى وتتحكم في كلّ مفاصله"، مضيفًا أنّ "(إسرائيل) تسعى لفرض الواقع الزماني والمكاني في الأقصى وقد تختار شهر رمضان لذلك، عبر التصعيد والمواجهات".
وشدّد شهاب على أن "الأقصى في خطر في ظل زيادة أعداد المقتحمين يومًا بعد آخر، لذلك يسعى الاحتلال لتصعيد الأوضاع مع عدم فقدانه السيطرة على الأوضاع في المدينة المقدسة".