ينغص الاحتلال الاسرائيلي على المقدسيين أجواءهم الرمضانية؛ إذ تزداد حدة استهدافهم في المناسبات الدينية، فمع حلول الشهر الكريم استهدف الاحتلال عدة مظاهر رمضانية في القدس؛ منها منع ظاهرة "المسحراتي" التراثية في شوارع البلدة القديمة، بزعم إزعاج المستوطنين.
التاجر ماهر أبو غزالة قرب كنيسة القيامة في القدس يمتلك محلاً تجاريًّا يقول لصحيفة "فلسطين": "تتواصل سبل تضييق الخناق علينا؛ ففي الشهر الفضيل يصر المقدسيون على أن تسود مظاهر رمضان التي تعودَّوا عليها منذ عشرات السنين ومنها المسحراتي، والذي يجوب شوارع القدس وخصوصاً البلدة القديمة قلب القدس النابض".
وعبر عن أسفه بأن المسحراتي أصبح مُلاحقاً من قِبل شرطة الاحتلال الإسرائيلية؛ التي تحاول خنق كل مظاهر رمضان في القدس، بينما في أعيادهم لا تتوقف المظاهر الاحتفالية واستفزازهم بشكل عنصري.
من جانبه، قال الخبير المقدسي د.جمال عمرو لصحيفة "فلسطين": "اعتقال شُبَّان ممن يقومون بأداء دور "المسحراتي" هو رسالةٌ لكل من يحاول إعادة روح رمضان إلى القدس وبلدتها القديمة، فالاحتلال لا يُلاحِق المسحراتي فقط بل يلاحق الزينة محاولاً إزالتها بشكلٍ مستمر".
وأكد أن المقدسي يصر على تجسيد رسالة رمضان في القدس، وهذا الإصرار بمثابة بصمة للمقدسيين، فالمستوطن داخل البلدة القديمة يشعر بحلول شهر رمضان رغم أنفه؛ لذلك فإن كل صاحب منزل ومحل تجاري يقوم بتزيين المحل والمنزل بالزينة الرمضانية؛ من خلال الأضواء الملونة والفوانيس الرمضانية، وما يقوم به الأطفال من أناشيد في حارات البلدة القديمة حتى ساعات السحور.
وأضاف: "حسب رأيي أنه لن تُجدي الملاحقة الأمنية للمظاهر الرمضانية في القدس، فهناك أجيالٌ في القدس توارثت هذه المظاهر ومن المستحيل القضاء عليها، لذا يعمد الاحتلال إلى محاولاتٍ يائسة لتقليص هذه المظاهر التي تزداد عاماً بعد عام؛ كما أن الوفود القادمة من الضفة ومن أراضي الـــ 48 لها دورٌ في تجسيد هذه المظاهر الرمضانية وإبقائها بزخمٍ عال يقهر الاحتلال".
وقال المُبعد عن المسجد الاقصى أكرم شرفا لصحيفة "فلسطين": "المظاهر الرمضانية في القدس باقية ببقاء المقدسيين، نعم يحاول الاحتلال التصدي لها؛ وشطبها من حياة المقدسيين، إلا أن رسالة المقدسي دائماً لا تتوقف، فالاحتلال حاول إفراغ المسجد الاقصى من مصاطب العلم ومن المرابطين والمصلين، فكان الرد بشد الرحال والتواجد المكثف في ساحات المسجد الأقصى، ومظاهر رمضان في القدس التي تتمثل بمدفع رمضان والمسحراتي والزينة الجميلة والأناشيد والتراويح الرمضانية ستبقى رغم أنف الاحتلال".
وذكر الناشط المقدسي قاسم حرب أن الاحتلال لجأ إلى أسلوب الغرامات المالية بتحرير المخالفات للتجار المقدسيين وأصحاب المنازل الذين حسب زعمهم يخالفون قوانين البلدية العنصرية في الإفراط بالزينة في الشوارع وعلى المنازل، ويرفضون إزالتها.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال اعتقل قبل أيام أربعة مقدسيين؛ كانوا يقومون بدور "المسحراتي".