مجلس التعاون الخليجي يدين هجوم قوات الاحتلال على جنين وقتلها (٦) مواطنين، وإصابة العشرات، ويطالب المجتمع الدولي بتوفير حماية للفلسطينيين.
كل الشكر لمجلس التعاون الخليجي لهذا الموقف القومي، ولكن هل قدرة واستطاعة دول المجلس تقف عند بيان إدانة وطلب حماية؟ من المعلوم أن استطاعة مجلس التعاون أكبر من ذلك وأوسع. دول المجلس لديها علاقات دولية واسعة النطاق، ولها مصالح اقتصادية كبيرة مع أميركا ودول أوروبا، ولها تأثير من خلالهما على تل أبيب. وللمجلس قدرات مالية وعلاقات واسعة النطاق، ويمكن توظيفها في تحقيق مشروع حماية للفلسطينيين، وبمكنتها أن تسهم في وقف تغولات الاحتلال من خلال نبذ "بن غفير" وسيموتريتش، ووقف التسهيلات الخليجية التي أعطيت لتل أبيب ما دام هذان الوزيران المثيران للعنصرية والعنف جزءًا من حكومة نتنياهو.
أذكر أن بعض دول الخليج التي طبعت مع تل أبيب، وتلك التي سهلت لها الطيران، والتي ربما تسير في طريق التطبيع، قالت إنها طبعت من أجل حماية الحقوق الفلسطينية، من خلال خلق ما يمكن أن تخسره تل أبيب.
المؤسف أن تل أبيب زادت من عدوانها وتغولاتها بعد التطبيع وبعد التسهيلات، لأن الخليج أخلف وعده، ولم يستخدم علاقته مع تل أبيب لمصلحة الحقوق الفلسطينية، بل العكس هو ما حدث، إذ استخدمت تل أبيب علاقتها مع الخليج لمصلحتها، فقالت على سبيل المثال لا الحصر: إن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب المركزية، وإن العرب تخلوا عن الفلسطينيين في جوانب متعددة، وبعضهم يصف أعمال المقاومة بالإرهاب!
نحن فلسطينيا لا نريد أن نقطع شعرة معاوية بيننا وبين دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي، ونقبل منهم العمل في المتفق عليه، ولكن المساحة المتروكة لنا عند بعضهم أصبحت ضيقة بتأثير التطبيع والمصالح مع أميركا، واتسع المشترك مع تل أبيب وواشنطن على حساب المشترك مع الفلسطينيين، ومن دلائل تقلّص مساحة قضيتنا معهم وقوفهم وهم الجهة القوية عربيًّا عند التنديد، ومطالبة المجتمع الدولي بحماية الفلسطينيين فحسب. مجلس التعاون يشاهد ويشهد اليوم على أعمال الاقتحامات المتكررة لنابلس وجنين، وقتل المواطنين الأبرياء، وحرق المستوطنين لبلدة حوارة، والعودة ثانية لمهاجمتها بعد الإحراق، وبعد التنديد العربي والدولي! نريد تنديدا له مغزى، وشكرا على كل حال، والحمد لله ربّ العالمين.