فلسطين أون لاين

بالصور "المجرشة الخضراء".. محطة إمداد للصناعات البلاستيكية بأيدٍ نسائية

...
خان يونس/ مريم الشوبكي:

داخل ورشتهما الخضراء "ايكو بلس غزة" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تنهمك ولاء أبو طير، وأسماء طموس، بفرز الزجاجات والجالونات البلاستيكية، حسب ألوانها، تحضيرًا لجرش كل منها على حدة.

وتمكنت الشابتين من تجهيز ورشتيهما بالآلات اللازمة بعد جهود كبيرة بذلتاها في تعلم أساسيات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، من خلال البحث، والدورات التدريبية.

واستطاعت ولاء وأسماء الحصول على تمويل لمشروعهما "ايكو بلس غزة" من خلال مركز شؤون المرأة، الذي يشجع على طرح مشاريع ريادية تمكن النساء من مكافحة الآثار السلبية للتغير المناخي.

المجرشة الخضراء (8).jpg
 

و"المجرشة الخضراء"، كما تسميها الشابتان، هو أول مشروع لإعادة تدوير البلاستيك، صديق للبيئة، تديره نساء بالكامل.

وولاء أبو طير، مهندسة بيئية، لم توفق في الحصول على فرصة عمل في تخصصها على مدار تلك السنوات، التي لم تخلُ من عقود بطالة لعدة أشهر.

المجرشة الخضراء (9).jpg
 

تقول لـ"فلسطين": "بذلت ما في وسعي للحصول على عمل يحقق لي دخلًا، ولكني لم أتمكن، ومع ذلك، لم أتوقف عن السعي فخضت الكثير من الدورات التدريبية، وبحثت مطولًا على الانترنت عن مشروع يمكن أن يحقق لي دخلًا".

وتبين أنها وجدت في النفايات البلاستيكية التي يستغني عنها الناس، وتسبّب تلوثًا كبيرًا للبيئة، سبيلًا للبدء بمشروع يدخلها إلى سوق العمل، بتحويل دراسة الجدوى لمشروع حقيقي على أرض الواقع، ليجمع هدفين في آن واحد: مصدر للربح، وإيجاد حل لمشكلة بيئية يعاني منها قطاع غزة.

المجرشة الخضراء (6).jpg
 

وعن طرق تجميع البلاستيك، تبين طموس أنهم يشترون من جامعي البلاستيك، ومن بعض السيدات اللاتي يعانين من أوضاع اقتصادية صعبة الأواني البلاستيكية التي يجمعنها من الشوارع والجيران، وبعد وصول النفايات البلاستيكية إلى المجرشة، تبدأ عملية فرزها حسب نوعها وألوانها، ومن ثم تنظيفها، وجرشها في الآلة، ومن ثم غسله مرة أخرى وتجفيفه، وفي النهاية يتم تعبئته بأكياس حسب ألوانه.

صعوبات

وتوضح أن المجرشة تقدم مادة خام أولية من البلاستيك، يتم توريدها لأصحاب المصانع الذين يعملون على إعادة تدويرها باستخدامها في تصنيع التمديدات الكهربائية، والكراسي، وبعض الأدوات الزراعية كالخراطيم، والمواسير، وبعض الألعاب أيضًا.

المجرشة الخضراء (4).jpg
 

ونجاح المجرشة الخضراء لم يكن سهلًا، إذ واجهت الشابتان العديد من الصعوبات، منها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي الذي يعاني منه قطاع غزة منذ سنوات طويلة، يعطل إنجاز أعمالهم اليومية، فيما يرفع الخط الكهربائي البديل تكلفة الإنتاج.

وتوضح طموس لـ"فلسطين" أن آلات الجرش غير متوفرة في قطاع غزة، وأنهما لجأتا إلى الحدادين لتصنيعها بما يتطابق مع الآلات المستخدمة في خارج فلسطين، كما أن آلية العمل عليها كان صعبًا، واحتاج منهما وقتًا وجهدًا كبيرين.

تحويلها لمصنع

وتقول طموس خريجة التربية السريرية منذ عامين: "خطرت على بالي الفكرة بعد بمشاركتي في مشروع تمكين النساء، ورياديات الأعمال من مكافحة الآثار السلبية للتغير المناخي، حيث وجدت أن فكرة إدارة النفايات الصلبة مناسبة، وبعد الحصول على تدريب حول أنواع النفايات الصلبة، وكيفية التعامل معها، تقدّمت بالفكرة مع ولاء".

المجرشة الخضراء (2).jpg
 

وتضيف طموس: "نفذت مع أخي من قبل مبادرة سلة بلدنا حيث كنا نقوم بتجميع النفايات الصلبة من البيوت، ومن ثم فرزها إلى نفايات التالفة عضوية وغير عضوية، قبل أن يتم إعادة تدويرها، واكتسبت خبرة عملية من هذه المبادرة فادتني في مشروع المجرشة الخضراء".

وتردف: "في البداية استأجرنا مكانًا لتجميع النفايات البلاستيكية على مدار ثلاثة أشهر بعد التعاون مع نساء معوزات، ومن ثم قمنا بجرش الكمية، وتسويقها إلى الشركات المصنعة".

وتطمح الشابتان بالاستمرار في مشروعهما، وتحويله إلى مصنع لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، واستخدام المادة الخام الأولية التي ينتجانها، بتصنيع الإمدادات الكهربائية، والكراسي، والطاولات البلاستيكية، والأدوات، والمعدات الزراعية.