فلسطين أون لاين

تقرير حالة من التوتر تسود طولكرم إزاء ملاحقة السلطة لمقاومي المدينة

...
حالة من التوتر تسود طولكرم إزاء ملاحقة السلطة لمقاومي المدينة
طولكرم/ خاص "فلسطين":

تسود حالة من التوتر مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ عدة أسابيع، إزاء ملاحقة أجهزة السلطة عددًا من المقاومين المسلحين الذين نفذوا عدة عمليات فدائية ضد أهدافٍ "إسرائيلية".

وتنفذ أجهزة السلطة وقوات الاحتلال بين الحين والآخر عمليات ملاحقة واعتقالات لمقاومين أطلقوا على أنفسهم "كتيبة طولكرم–الرد السريع" خلال مؤتمر صحفي عقدوه في المدينة 22 شباط/ فبراير الماضي؛ في محاولة للقضاء على المقاومة المسلحة في المدينة قبل اتساعها على غرار نابلس وجنين.

ووجّه عناصر الكتيبة، أول من أمس رسالة مقتضبة لأجهزة السلطة التي تلاحق عناصرها، مؤكدةً موقفها السابق بعدم رغبتها في مواجهتها.

مصدر قلق

وقال مصدر أمني –فضّل عدم الكشف عن هويته-: "إن ظهور الكتيبة في مدينة طولكرم أضحى مصدر خوف وقلق لدى أجهزة السلطة التي تخشى تكرار المقاومة المسلحة في المدينة على غرار نابلس وجنين".

وكشف المصدر لصحيفة "فلسطين"، أمس، النقاب عن سعي أجهزة السلطة لوأد فكرة الكتيبة في طولكرم أو أي مجموعة مسلحة في المدينة حتى لا تتحول إلى عبءٍ عليها.

وخشية من ردود فعل المواطنين الذين يساندون المقاومين -بحسب المصدر- فإن أجهزة السلطة تحاول تشويه صورة المقاومين من خلال إقحامهم في صدامات معها أو بث الفوضى والإشاعات وصولًا إلى قتل الروح المعنوية بين المقاومين والمؤيدين لهم.

وسُمّيت الكتيبة بـ"الرد السريع" تيمنًا بالشهيد رائد الكرمي أحد مؤسسي "كتائب شهداء الأقصى" في الضفة، مطلع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (عام 2000م)، الذي عُرف عنه سرعة الردّ بالعمليات المسلحة ضدّ الاحتلال.

تعاطف واسع

وأشار المواطن سالم بدير من طولكرم إلى أن ظهور المقاومين في المدينة بعد غياب لسنوات طويلة، أحيا الحالة الوطنية والثورية بين الجماهير الفلسطينية.

ورأى بدير في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن أجهزة السلطة تحاول "إشعال المدينة" عبر ملاحقة المقاومين وإطلاق النار صوبهم بذرائع "واهية" ولا أساس لها من الصحة.

وأكد أن السبب الرئيس لحالة التوتر في طولكرم، هو اعتداءات أجهزة السلطة على المواطنين وعائلات المقاومين في محاولة لوأد المقاومة المسلحة قبل اتساعها في المدينة. 

من جهته، ذكر الصحفي حازم ناصر من مدينة طولكرم، أن ظهور الكتيبة كان له الأثر الكبير في نفوس المواطنين كما حصل مع مجموعة "عرين الأسود" في نابلس والمقاومين في جنين.

وأكد ناصر في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن هناك حالة تضامن وتعاطف كبيرة من المواطنين مع المقاومين إزاء تصاعد جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

وبالتوازي مع ذلك، أشار إلى وجود ملاحقة مزدوجة من الاحتلال والسلطة لعناصر الكتيبة كما هو حاصل مع بقيّة المجموعات في الضفة"، الأمر الذي أثار غضب المواطنين ودفعهم لإشعال الإطارات والخروج بمظاهرات احتجاجيّة عفويّة. 

وكشف النقاب عن أن هناك "أيادي خفيّة" تحاول تشويه صورة المقاومين ومناصريهم من خلال إقحامهم بمشاكل وصدامات مع أجهزة السلطة وإحداث فوضى تؤدي لإيجاد نقمة شعبية عليها.

ونبه ناصر إلى أن هناك بعض "المجموعات الوهمية" على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا "تلغرام" والتي تارة تتبنى عمليات وهمية، وإطلاق دعوات شبابية للاعتداء على الممتلكات العامة والتعرض لعناصر السلطة تارةً أخرى.

محاولات للتشويه

ومن وجهة نظر الصحفي سامي الساعي من طولكرم فلم يتورط أحد من المقاومين في صدام أو اشتباكات مع أجهزة السلطة، وعلل ذلك بأن "بوصلتهم واضحة وهذا ما لمسناه من سلوكهم وبياناتهم المتعاقبة".

وأكد الساعي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه ليس من مصلحة أحد الاعتداء على الممتلكات العامة التي تخدم جموع المواطنين.

وأشار الساعي إلى أنه على الرغم من دعوات "كتيبة طولكرم" للحفاظ على الممتلكات العامة وأنها لا ترغب بالصدام مع أجهزة السلطة، فإن هناك محاولات لتشويهها والزجّ بها في خلافات داخلية.