تتباين المعلومات حول نقل سفارة المجر إلى القدس المحتلة، مع العلاقات الوثيقة بين أوربان ونتنياهو، وعلى الرغم من أنها تبدو بادرة من الأول تجاه الثاني، لكنها خطوة إن نفذت فستكون دراماتيكية، وتثير غضبًا أوروبيًّا كبيرًا، صحيح أنهما لم يتفقان حول موعد نهائي حول التنفيذ، ولكن في حال تم التوصل للاتفاق، فقد يكون الانتقال على مدة زمنية طويلة، من أسبوع إلى عدة أشهر.
ما زلنا في طور التقديرات الترجيحية بشأن تنفيذ الخطوة، وفي هذه الحالة ستكون أول دولة أوروبية تفعل ذلك، في خطوة ستسبب بالتأكيد قدرًا كبيرًا من الغضب في بروكسل، التي أعلنت عدم الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال، مع أن المجر والاتحاد الأوروبي شهدا الكثير من التوترات طويلة الأمد حول مجموعة من القضايا، ويرجع جزئيًّا إلى موقف المجر تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء، وضغوطها التي تمارسه على الأكاديميين والقضاة ووسائل الإعلام.
تعارض المجر السياسة الأوروبية الرافضة للاستيطان، وتشجع على توثيق العلاقات مع الاحتلال، وفي العدوان على غزة في مايو 2021 استخدمت حق النقض ضد القرارات الأوروبية المنددة به، وفي حرب أوكرانيا، اتخذت موقفًا استثنائيًّا من بين الدول الأوروبية، فعلى الرغم من أنها لم تستخدم حق النقض ضد العقوبات على روسيا، لكنها عارضتها، وانتقد أوربان المقرب من بوتين، مرارًا وتكرارًا، الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
تتحدث المعلومات أن التوصل لتفاهمات نقل السفارة المجرية إلى القدس المحتلة بين نتنياهو وأوربان، ووضع جداول زمنية، ولا سيما وأنهما يرتبطان بعلاقة ممتازة منذ 13 عامًا، وزادت علاقاتهما أكثر عندما عاد نتنياهو نفسه إلى السلطة بعد انتخابات نوفمبر، ولا يتوقفان أبدًا عن إغراق بعضهما بالمجاملات، وقبل أربع سنوات في فبراير 2019، زار أوربان دولة الاحتلال، ووعد بفتح بعثة دبلوماسية تجارية في القدس المحتلة، وبعد شهر أنشئ المكتب التمثيلي فيها.
في هذه المرحلة تتحدث الأنباء أنه سيتم تعيين 3 دبلوماسيين مجريين في المكتب المذكور لأغراض تجارية، في حين تقود المجر توجهًا أوروبيًّا لتغيير الموقف من القدس، وفي الأيام القليلة الماضية اتُّفق على بناء مبنى السفارة المجرية الدائمة بمنطقة قريبة من سفارة الولايات المتحدة في حي أرنونا بالقدس المحتلة.
وطوال السنوات الماضية عبر أوربان عن دعمه لنتنياهو، وساعده بمنع تصريحات أو إجراءات أوروبية ضده، ويتشاركان بمعارضتهما لرجل الأعمال اليهودي المجري جورج سوروس، الذي يتبرع للناشطين حول العالم، ممن ينتقدون حكوماتهم، وشهد شهر فبراير زيارة يائير نجل نتنياهو المجر، وشارك في لقاء مع أوربان.
هناك اليوم أربع سفارات تعمل في القدس المحتلة، وهي: الولايات المتحدة، وغواتيمالا، وكوسوفو، وهندوراس، في حين توجد لدى العديد من الدول "مكاتب" رسمية فيها، وهي: البرازيل، والمجر، والتشيك، وأستراليا، وكل ذلك لن يمنح الاحتلال مشروعية مفقودة في عاصمتنا الأبدية.