وحّد أئمة في قطاع غزة خطبة الجمعة، اليوم، لتسليط الضوء على معاناة مسلمي "الروهينغا" في إقليم أراكان، غربي ميانمار، الذين يتعرضون لجرائم إبادة جماعية على يد الجيش الرسمي للبلاد، فيما طالبت الفصائل الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش ميانمار.
وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، بوضع حد للجرائم التي ترتكب بحقهم، مؤكدا وقوف شعبنا الفلسطيني إلى جانبهم.
وأمّ هنية بعد صلاة الجمعة المصلين في صلاة الغائب على شهداء مسلمي الروهينغا ودعا لهم، وفق ما أفاد موقع الحركة على الإنترنت.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس، المؤسسات الدولية إلى التدخل لوقف المجزرة الممتدة زمانًا ومكانا ضد المسلمين في ميانمار.
ومنذ 25 آب/ أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد مسلمي "الروهينغا" في أراكان، ما أثار موجة من الإدانات في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما من المسلمين.
ولا يتوفر إحصاء واضح بشأن ضحايا الإبادة. لكن الناشط عمران الأراكاني قال في تصريحات صحفية إنهم رصدوا 7 آلاف و354 قتيلا، و6 آلاف و541 جريحا من الروهينغا، منذ بداية حملة الإبادة الأخيرة وحتى الأربعاء الماضي.
في غضون ذلك استنكر خطباء مساجد في قطاع غزة الذين خصصوا خطبهم للحديث عن معاناة مسلمي "الروهينغا"، الصمت العالمي إزاء الجرائم التي يتعرضون لها.
ودعا المصلّون، عقب خطبة الجمعة، لمسلمي "الروهينغا" المستضعفين بـ"الإغاثة والنصر".
وقال الشيخ وائل الزرد، الذي أمّ بالمصليّن في مسجد فلسطين بمدينة غزة: "إن ما يصل إلينا من الكوارث التي تحدث لمسلمي الروهينغا إنما هو القليل، وما يخفى أعظم، وإننا نعبّر عن حزننا الشديد لما يحصل هناك".
وتساءل الزرد، خلال الخطبة: "أين المتشدقون بحقوق الإنسان، الذين يتحدثون عن السلام العالمي من هذه المأساة التي يتعرض لها المسلمون في أراكان".
وعبّر عن أمله في تغيير واقع " الأمة الإسلامية"، قائلاً: "رغم كل المصائب لا زلنا نعيش على أمل بأن الأيام القادمة سيكون فيها خير كثير للمسلمين".
وطالب الزرد المؤسسات الحقوقية العالمية بالتحرك العاجل لنصرة مسلمي "الروهينغا"، داعياً الأمتين العربية والإسلامية لنصرة مسلمي "الروهينغا" وتسليط الضوء على معاناتهم.
يشار إلى أن عشرات الآلاف من مسلمي الروهينغا لجؤوا إلى مخيمات لجوء داخل إقليم أراكان، وفي بنغلادش، فيما حاول المئات التوجه إلى دول مجاورة أخرى مثل ماليزيا وإندونيسيا.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أعلنت الأربعاء الماضي، عن ارتفاع عدد مسلمي أراكان الذين وصلوا إلى بنغلادش هربا من الهجمات التي يشنها الجيش والقوميون البوذيون إلى 146 ألفا.
بدورها، دعت حركة الجهاد الإسلامي، العالمين العربي والإسلامي إلى حماية مسلمي الروهينغا، حسب أحمد المدلل، القيادي في الحركة، أثناء كلمة له خلال خطبة الجمعة اليوم.
وقال المدلل: "ما يتعرض له المسلمون في بورما من قتل وتشريد وتعذيب على مرمى ومسمع من دول العالم أجمع يندى له الجبين".
من جانبها، أدانت حركة "فتح"، "المذابح ضد المسلمين في ميانمار".
وقال المتحدث باسم الحركة، أسامة القواسمي: "هذه الجرائم التي تُرتكب في ظل صمت غريب ومريب من قبل المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة، تؤكد أن هناك معايير مختلة في مقياس الإنسانية، وخرق القانون الدولي في العالم ومعاقبة الجاني والمجرم".
وطالب القواسمي، في بيان صحفي اليوم، المجتمع الدولي بـ"التدخل الفوري لوقف الجرائم التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا".
ودعا الدول أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، "لتحمّل مسؤولياتها في حماية المدنيين بميانمار، ووقف حرق الأطفال والنساء والرجال".
ووصف الجرائم التي ترتكب ضد مسلمي الروهينغا وضد الإنسانية، بـ"وصمة عار على جبين المؤسسات الدولية".
ومنذ عام 2012 يشهد الإقليم أعمال اضطهاد يتسبب بها البوذيون ضد المسلمين، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، وتشريد مئات الآلاف، وفق تقارير حقوقية دولية.

