فلسطين أون لاين

بعد "قمة العقبة" الأمنية

تقرير السلطة تتجاهل مطالب النقابات المهنية وتسعى للقضاء على خلايا المقاومة

...
صورة أرشيفية
رام الله - غزة/ يحيى اليعقوبي:

تعيش السلطة سلسلة أزمات نقابية واقتصادية وأمنية، إزاء سياساتها الداخلية القائمة على خدمة الاحتلال الإسرائيلي، وتتجاهل حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني.

ويتصاعد الغضب النقابي والشعبي تجاه السلطة التي ترفض الاستجابة لمطالب النقابات: المعلمين، والمحامين، والمهندسين، وغيرها عدا عن مشاركتها الأسبوع الماضي في "قمة العقبة" الأمنية التي انعقدت بعد أيام على تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في مدينة نابلس، راح ضحيتها 11 شهيدًا، وإصابة المئات بجراح.

وطرحت القمة المذكورة خطة أمنية تشرف عليها الإدارة الأمريكية؛ لإنهاء حالة المقاومة المتصاعدة بالضفة الغربية، وهو ما دفع الناشط السياسي عنان بدر للتحذير من أنّ السلطة تتحضّر لـ "خطة تمثيلية"، في الأسبوعين القادمين.

تبدأ الخطة، بحسب مقطع فيديو نشره بدر، بنصب أجهزة السلطة حواجز عسكرية على مداخل مدينتي جنين ونابلس، وتقوم بالتصدي لاقتحام قوات الاحتلال – بطريقة متفق عليها بين الاحتلال والسلطة - يرافقها تغطية إعلامية لوسائل إعلام السلطة، بعدها سيتم إطلاق النار من مجهولين على نقاط السلطة، وستُوجّه أصابع الاتهام إلى المقاومين، والذي سيوفر "ذريعة" للعمل على اجتثاث المقاومة.

"وظيفة السلطة"

ورأي الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أنّ دخول السلطة وأجهزتها الأمنية في مواجهة مفتوحة مع المقاومين في الضفة، أمر سيدفع السلطة إلى مواجهة الشعب الذي لن يكون متفهمًا لهذه المواجهة، ولن تنطلي عليه أيّ دعاية إعلامية ستسوقها السلطة مع عدم وجود أفق سياسي.

اقرأ أيضًا: النقابات المهنية تمهل حكومة اشتية حتى نهاية الشهر لتنفيذ الاتفاقيات

وتوقَّع عرابي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن "يكون الموقف صعبًا في الضفة"، إذا قررت السلطة مواجهة المقاومين.

وقال عرابي: إنّ السلطة تتمسك بسلوكها وباتفاقية "أوسلو"، وإنّ غياب الإرادة لمواجهة الاحتلال، والخروج من هذا المسار يجعلها تمضي بنفس الخيار، "سلطة تحت احتلال بلا مشروع سياسي"، وخاصة أنها لا تحظى بشرعية انتخابية وشعبية.

"مسرحية"

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي ثامر سباعنة، فإنّ السلطة بدأت تنفيذ نتائج "قمة العقبة" عبر تحركات أجهزتها الأمنية في اليومين السابقين باتجاه منع تكوين أيّ خلايا مقاومة جديدة، خاصة في مدينة طولكرم عبر الاعتقال والملاحقة.

ويعتقد سباعنة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنّ سياسة السلطة الجديدة تجاه المقاومة تتمثّل بمنع تشكيل أيّ مجموعة جديدة ووأدها منذ البداية، مستدركًا: "لكنّ الحالة في جنين مختلفة، فنتحدث عن كم كبير من المقاومين والمطلوبين، بالتالي يصعب على السلطة فرض سيطرتها عليها".

وحذّر من أنّ استمرار استهداف الشخصيات وملاحقة المقاومين واستدعاء أهاليهم سيعود بآثاره السلبية على حالة السلم المجتمعي.

ولا يستبعد سباعنة أن تكون هناك "مسرحية" في المدة القادمة، تعطي السلطة ضوءًا أخضرَ لاستهداف المقاومة؛ لأنها حاليًّا لا تستطيع استهداف المقاومة طالما لم تحصل على أيّ إنجاز سياسي يُقدّمه الاحتلال لها بعد القمة.

اقرأ أيضًا: يُشار إلى أنّ النقابات المهنية: قانون إعدام الأسرى فاشي عنصري إرهابي

المحامين تخوض خطوات احتجاجية منذ مايو/ أيار 2022 اعتراضًا على تعديل جدول رسوم المحاكم وتكبيد المواطنين رسومًا مضاعفة، كما يخوض المعلمون إضرابًا عن العمل منذ بداية فبراير/ شباط الماضي، لمطالبة حكومة اشتية بتنفيذ اتفاق سابق وقع في مايو/أيار 2022، يتعلق بتنفيذ عدد من مطالبهم.

ويخوض المهندسون أيضًا خطوات نقابية رفضًا لتجاهل حكومة محمد اشتية عددًا من مطالبهم النقابية، المتمثلة في صرف علاوات جرى الاتفاق عليها مع نقابتهم عام 2021.