فلسطين أون لاين

خلال ورشة عقدتها الإغاثة الزراعية في غزة 

توصيات بتدعيم القطاع الزراعي بأنظمة الطاقة المتجددة

...
جانب من الورشة (تصوير: ياسر فتحي)
غزة/ رامي رمانة:

أوصى متحدثون بأهمية تدعيم القطاع الزراعي في قطاع غزة بأنظمة طاقة متجددة؛ للتغلب على أزمة الكهرباء الممتدة منذ سنوات، ولخفض تكاليف الإنتاج، والحفاظ على الأمن الغذائي، وحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية.

كما أهاب المتحدثون بالمؤسسات المالية والمصرفية لتقديم قروض حسنة لتدعيم المزارعين بتلك الأنظمة، حاثّين المانحين على تقديم مساعداتهم في هذا الصدد، مع الإشارة إلى إيجاد الجهات المسؤولة وسيلة آمنة للتخلص من البطاريات منتهية الصلاحية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظّمتها الإغاثة الزراعية بمقرها بغزة بعنوان "الطاقة المتجددة في القطاع الزراعي.. تجارب ونماذج"، حضرها مزارعون ومربو ثروة حيوانية واقتصاديون ومختصون في أنظمة الطاقة المتجددة.

وبيّنت مُطوّرة الأعمال التي أدارت الورشة مادلين أبو جياب أنّ ثمة تحديات تُواجه التوسع في تركيب أنظمة الطاقة المتجددة للأغراض الزراعية، منها عدم وجود مؤسسات مالية كافية للتطوير الفعال لنظم الطاقة المتجددة، وارتفاع التكلفة الابتدائية والصيانة الدورية، وانخفاض الوعي للقطاع المجتمعي والمؤسساتي.

وأوضحت أبو جياب لصحيفة "فلسطين" أنه بدأ الاعتماد على نظام الطاقة المتجددة في قطاع غزة من بداية سبعينيات القرن الماضي من خلال استخدام ألواح السخان الشمسي.

وأشار إلى أنّ المؤسسات بدأت في دعم المواطنين بنظام طاقة شمسية لمنازلهم ومزارعهم بين عامي 2012-2014.

والطاقة المتجددة "هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي لا تنفد، وتتجدد باستمرار مثل الرياح والمياه والشمس المتوفرة في معظم دول العالم كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وابتكارات أخرى".

من جانبها تحدثت منسقة الإعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية نهى الشريف عن تدخلات الإغاثة في إمداد مزارعين بأنظمة طاقة شمسية في المشاريع المنفذة لها في مختلف محافظات قطاع غزة.

وأوضحت الشريف لصحيفة "فلسطين" أنّ الطاقة الشمسية أكثر أنواع الطاقة المتجددة نجاحًا في قطاع غزة، وأنّ توظيفها بشكل سليم يساعد في تدعيم القطاع الزراعي، حيث يُمكّن ذلك من ريّ المزروعات، وتوفير الإضاءة والحرارة للدفيئات الزراعية ومزارع التربية، وتشغيل مضخات المياه للثروة السمكية.

وأوضح المتحدثون في مداخلاتهم أنّ الخلايا الشمسية الزراعية المنصوبة داخل المزارع تحدّ من تبخُّر المياه من النباتات والتربة، ويساعد الظلُّ في تقليل أثر الإجهاد النباتي الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة في أثناء النهار وأضرار الأشعة فوق البنفسجية.

ودعوا إلى أهمية تشكيل لجنة مشتركة من سلطة الطاقة والموارد الطبيعية واتحاد الطاقة المتجددة والقطاع الخاص وممثلين عن المزارعين، من أجل تذليل العقبات التي تحول دون التوسع في تركيب تلك الأنظمة لدى المزارعين، ومراقبة عمل الأنظمة بما يوائم المواصفات والمقاييس المطلوبة.

ويحتاج قطاع غزة يوميًّا من الكهرباء إلى 500 ميجاواط في حين المتوسط يصل في أوقات الذروة والمنخفضات الجوية إلى 700 ميجاواط.

ويستمدُّ القطاع احتياجه من الكهرباء في الوقت الراهن من مصدرين: الخطوط الإسرائيلية التي تصل إلى 120 ميجاواط، ومحطة توليد الكهرباء التي تُقدّم من 75 إلى 80 ميجاواط، في حين أنّ الخطوط المصرية التي يمكن أن تُوفّر طاقة تصل إلى 23 ميغاواط متوقفة عن العمل منذ 2018.