بتسلئيل سموترتيتش هو عضو كنيست صهيوني عن حزب البيت اليهودي، ويشغل منصب نائب رئيس الكنيست، وكان يعمل مديراً لجمعية رغافيم اليمينية المتطرفة العنصرية، وهي جمعية مختصة في ملاحقة الفلسطينيين بكافة المناطق في مجال الأراضي وهدم البيوت بحجة عدم وجود تراخيص بناء.
وحسب ما نشرت قناة i24 الإسرائيلية فإن الخطة الجديدة لسموتريتش تقوم على أن تفرض (إسرائيل) سيطرتها على كامل الضفة الغربية بكل مدنها وقراها وأراضيها، وأن تفكك السلطة الفلسطينية وكل مؤسساتها، والبدء بمشروع نشط وواسع جداً للاستيطان في كل مكان. وبالمقابل تشجيع الفلسطينيين في الضفة الغربية والمواطنين العرب في (إسرائيل) على "الهجرة بمحض إرادتهم" من خلال منحهم الحوافز المالية السخية.
ويدافع سموتريتش عن خطته بالقول: إن مشروعاً كهذا سيكلف (إسرائيل) أقل بكثير من الحملات العسكرية التي تشنها بين الحين والآخر، كما أن الأمر لا يتعلق بترانسفير (تهجير) وانما بهجرة إرادية".
ما جاء على لسان نائب رئيس الكنيست سموتريتش هو تكرار لخطة الترانسفير التي تبناها الوزير رحبعام زئيفي سابقاً، وهي تعكس حقيقة الموقف الصهيوني من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والذي عبّر عنه بشكل واضح وصريح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي عقد يوم 15/2/2017م وجاء فيه: " اليابانيون من اليابان والصينيون من الصين مثل اليهود من يهودا". وهنا لم يقل نتنياهو إن اليهود من السامرة أو من غزة، وهو ما يدلل أنه ضوء أخضر لإقامة دولة في ما تبقى من الضفة، فيهودا هي المنطقة الممتدة جنوب القدس، بما في ذلك منطقة (جوش عتصيون) في محافظة بيت لحم، وجبل الخليل (محافظة الخليل) بينما منطقة السامرة تشير إلى المنطقة الواقعة شمال القدس وخصوصاً (محافظة نابلس ورام الله).
إن إجراءات الاحتلال الصهيوني بالضفة الغربية من زيادة وتيرة الاستيطان والتهويد، وآخرها قرار تأسيس مجلس بلدي خاص بمستوطني الخليل، ومشاركة نتنياهو وزوجته في احتفالات الذكرى الخمسين للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، يدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن حل الدولتين وهم كبير توظفه دولة الاحتلال لإظهار نفسها كدولة طبيعية بالمنطقة، فتقوم بإحداث اختراقات دبلوماسية في علاقاتها مع الدول، وهو ما حصل ويحصل مع القارة السمراء، والآن يحصل مع بعض الدول العربية.
إن جوهر الاستراتيجية الصهيونية يقوم على ضم الأراضي الفلسطينية بعد تفريغها من أكبر نسبة من السكان لضمان التفوق الديموغرافي لصالح اليهود، وإعلان يهودية الدولة، فما يحصل من تضييق وحصار وإرهاب ضد السكان الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة يندرج ضمن المخطط السابق، وهو تهجير منظم للعرب، وإحلال ممنهج لليهود، وهذا المخطط الذي كشف عنه سموتريتش قد يصبح حقيقة ما لم يقف شعبنا الفلسطيني ومن خلفه الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم في وجهه، والعمل على إفشاله عبر وحدة وطنية حقيقية قائمة على برنامج المقاومة ومواجهة الاحتلال الصهيوني، وقلب الطاولة بوجه العالم عبر تسليم مفاتيح السلطة الفلسطينية للاحتلال ليتحمل المسئولية بشكل كامل.