ثلاث عمليات استشهادية هزت عمق الكيان الإسرائيلي، في وقت ظنت فيه قيادة الاحتلال أنها وَأَدَت نهج العمليات الاستشهادية للأبد، باغتيالها آنذاك "المهندس الأول" لــ كتائب القسام الشهيد يحيى عياش في يناير 1996م.
لكن سرعان ما انتقل خليفة "عياش" الأسير القائد حسن سلامة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية المحتلة؛ لتنفيذ المهمة الموكلة له من القائد العام للكتائب محمد الضيف، لتبدأ عمليات الرد القسامي على اغتيال "المهندس الأول" بعد استشهاده بأربعين يومًا.
وهزت عمليات فدائية "عمق الكيان"، ضمن سلسلة عمليات فدائية أطلقت عليها القسام "الثأر المقدس".
عمق الكيان
وبدأت أولى العمليات الاستشهادية في الخامس والعشرين من فبراير عام 1996م بعدما أقدم الاستشهادي مجدي أبو وردة متنكرا بزي اليهود الحريديم على تفجير باص رقم 18 في القدس المحتلة، ما أسفر عن قتل 28 إسرائيليا، وجرح نحو 50 آخرين.
اقرأ أيضا: بالفيديو والصور أصدر إشارتها محمد الضيف.. كتائب القسام تنشر تفاصيل عمليات "هزّت (إسرائيل)"
وفي اليوم التالي هزت عملية الاستشهادي إبراهيم السراحنة محطة الحافلات في مدينة "عسقلان"، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بين جنود الاحتلال الذين لم يعترفوا سوى بقتل مجندة وإصابة 40 آخرين.
وبعد أيام نفذ الاستشهادي رائد الشغنوبي، وتحديدا في الثالث من مارس، عمليته الفدائية في محطة الحافلات بمدينة القدس المحتلة، التي أسفرت عن تدمير الحافلة وتطاير حطامها، واعتراف الاحتلال آنذاك بقتل 19 إسرائيليًّا، بينهم 3 جنود، وجرح 10 آخرين.
ونشر موقع كتائب القسام لاحقا على لسان الأسير حسن سلامة، المحكوم بالسجن (1175 عاما) بعد اعتقاله في أثناء تنقله في الضفة الغربية، أن عمليات "الثأر المقدس" صدرت بتعليمات مباشرة من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، الذي حدد العناصر التي شاركت في سلسلة العمليات الفدائية.
وقال سلامة: إن تنفيذ الثأر تطلب في البداية الاتصال بمجموعة القدس التابعة للكتائب، التي أرسلت برقيتها بـ"أنهم جاهزون للعمل، وأنهم ينتظرون الأوامر.. وتم إعطاؤهم كلمة السر لمن سيلتقي بهم، وهناك خط آمن للتواصل معهم".
القائد الضيف
وأشار إلى أن تنفيذ العمليات جاء بعد جلسات طويلة واتفاق مسبق مع القائد محمد الضيف.
ونبه سلامة إلى أن تجهيز العبوات والأحزمة الناسفة تم بإشراف الشهيد القائد عدنان الغول ومجاهدين آخرين ساعدوا في إيصال هذه المتفجرات إلى الضفة.
وأما الأسير سلامة فهو من سكان خان يونس، واعتقلته قوات الاحتلال في الخليل عام 1996، وحكم عليه بالسجن 48 مؤبداً وثلاثين عاماً (1175 عاما)، أمضى منها 13 عاماً في العزل الانفرادي.