فلسطين أون لاين

جماعات "الهيكل" تبدأ التحريض لاقتحام مكثف للأقصى في رمضان

...

بدأت "جماعات الهيكل" المزعوم، بتجميع وحشد المستوطنين، مؤخرًا، لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة ما يسمى بـ"عيد الفصح" العبري، الذي يأتي في شهر نيسان/أبريل، تزامنًا مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك

ومن المتوقع أن يشن الاحتلال في الفترة القادمة حملات اعتقال واسعة النطاق لنشطاء وفاعلين من القدس، وتحويل بعضهم للاعتقال الإداري، دون تهمة محددة، بهدف تغييبهم عن الأقصى خلال رمضان.

يعتبر عيد الفصح العبري أحد أعياد "الحج" الثلاثة: "عيد الفصح"، و"عيد الأسابيع (شفاعوت)" و"عيد العُرش"، وهي الأعياد التوراتية المرتبطة بشكل رئيس بـ"الهيكل" المزعوم.

حشد واسع للمستوطنين

يخطط الاحتلال لحشد ومضاعفة أعداد المقتحمين للأقصى، بدعم ومؤازرة من وزير أمنه المتطرف إيتمار بن غفير، الأمر الذي من شأنه أن يُكثّف اقتحامات المستوطنين دون سقف زمني محدد.

من جهتها، تستعد "جماعات الهيكل" المزعوم لمحاولة أداء كامل الطقوس في المسجد الأقصى خلال الأعياد العبرية المقبلة، بدءًا من "عيد المساخر" في آذار/مارس، وحتى "عيد الفصح" في نيسان/ أبريل المقبل، والذي سيحاول المستوطنون خلاله ذبح قرابين داخل أسوار الأقصى.

كما أعلنت الجماعات الاستيطانية عن استعدادها لتوفير مواصلات للمستوطنين كافة، للقدوم وحشد أكبر عدد ممكن "تحضيرًا لمراسم العيد".

ما هي أشكال العدوان، وأهداف "جماعات الهيكل"؟

يرتبط "عيد الفصح" العبري بفكرة "الخلاص"، وحسب الرواية التوراتية؛ "أتى هذا الخلاص عندما اهتدى اليهود إلى ذبح القربان الحيواني"، والدم هو الدلالة على مصدر الخلاص.

يقول الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، إنه "كل ما تعمقت الأزمة مع حكومة الإسرائيلية الحالية، ستميل جماعات الهيكل إلى التشبث بالقربان، باعتباره مصدر خلاص شعب إسرائيل".

وأضاف ابحيص لـ"القسطل" أنه "من المتوقع أن يكون العيد هذا العام أكثر خطورة، بعد تولي إيتمار بن غفير وتيار الصهيونية الدينية مقاليد الحكومة، حيث ستكون مساحة العدوان فيه والغطاء الرسمي من شرطة الاحتلال أكبر".

وأكد أن هدف "جماعات الهيكل" هو "محاولة الوصول بالقربان إلى أقرب نقطة من المسجد الأقصى، وإدخال دمه للمسجد".

وأوضح أن هذا الهدف يتم من خلال "إقامة كل طقوس العيد داخل المسجد الأقصى"، مشيرًا إلى أن هذه الطقوس تتمثل بـ"تقديم فطير الفصح، وقراءة "صفر استير" وصلاة "براكات الكهنة" داخل الأقصى".

استفزازات بحماية رسمية

وأشار ابحيص إلى أن "مساعي الجماعات لن تقتصر على الاحتفالات فقط، بل سيكون هناك نوع من عرض مظاهر السيادة الاستفزازية، من خلال رفع العلم، وإنشاد النشيد الإسرائيلي".

وتابع بالقول إن المقتحمين سينفذون ما يسمى بـ"السجود الملحمي"؛ باعتباره "نوعًا من فرض السيادة الدينية اليهودية داخل المسجد الأقصى".

وذكر أن "الجماعات قدمت طلبًا لتسهيل إدخال كل أدوات القربان الدينية، وكتاب الصلوات، كما طالبت بتمديد فترة المكوث داخل المسجد أثناء العيد".

ولفت إلى أنه من المحتمل "أن يكون هناك استنفار للغطاء الحاخامي في الفترة القادمة، لتبرير ذبح القربان داخل الأقصى".

ماذا عن حماية المسجد الأقصى؟

أكد الباحث في شؤون القدس أن "الدعوة إلى الرباط والمقاومة، هي المعادلة الأساسية في حماية الأقصى".

وختم بالقول إن "عدد العمليات ومقدار الردع والمقاومة، هي المعايير التي تحدد مقدار العدوان على المسجد".

يذكر أن معطيات عبرية تشير إلى أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري قد زاد بنسبة 16% مقارنةً بالعام الماضي.

من جهة أخرى، تظهر الإحصائيات ارتفاعًا مستمرًا في أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال "عيد الفصح" العبري كل عام، حيث سُجل اقتحام ألفين و500 مستوطنًا للأقصى في العام 2022، مقابل ألفين و200 في العام الذي سبقه.

وتشير معطيات مقدسية إلى أنه من المتوقع أن تتصاعد الأحداث إثر اعتداءات المستوطنين إلى درجة تتجاوز بمراحل ما حدث خلال الأعوام الماضية، إذا استمر الوضع على ما هو عليه مع حكومة الاحتلال الحالية.

تجدر الإشارة إلى أن اقتحامات "عيد الفصح" العبري العام الماضي أدت إلى غليان الأوضاع في القدس المحتلة وحصار قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، ومحاولة إخراج المعتكفين فيه، بعد مسيرة نظمت داخل أسوار المسجد إثر دعوات المستوطنين لاقتحامه.

المصدر / القسطل