انتهت مباراة (الاستيطان) في مجلس الأمن بفوز البيت الأبيض بكأس المباراة، فريق سلطة عباس سحب مشروع قرار إدانة الاستيطان، نتنياهو التزم بتأجيل التوسع الاستيطاني لأربعة أشهر، والبيت الأبيض سمح بإصدار بيان رئاسي من مجلس الأمن يؤكد حلّ الدولتين، ويصف المستوطنات بأنها غير قانونية، (الكلام الإعلامي القديم) النتيجة النهائية تقول فاز البيت الأبيض بالمبارة، إذ لم يضطر لقرار الفيتو، ولا لعدم التصويت، وبهذا فرض على الطرفين رؤيته، ولن يكون في حرج داخليًا ولا خارجيًا.
فريق سلطة عباس ركب صهوة جواد الوطنية حين ناهض الاستيطان، وقدَّم مشروع القرار بالتعاون مع الإمارات، ولكن جواد السلطة لم يكن عربيًا أصيلًا، إذ كبا الجواد بعد أول اتصال شديد اللهجة من وزير خارجية البيت الأبيض، إذ قال لعباس: (مشروع قرار إدانة الاستيطان عديم الفائدة) وهذه العبارة تعني عليكم سحب مشروع القرار، لأننا لا نقبل أن تحرجونا، اسحبوا المشروع، وخذوا بيانًا رئاسيًا، وهذا كاف.
فريق سلطة عباس خضع، وذلّ، وتقبل ما يُملى عليه، وزعم أنه أخذ عنبًا، ولا يريد مقاتلة الناطور، وفي الحقيقة هو لم يأخذ عنبًا، بل أخذ حصرمًا، وبعد أشهر معدودة سيعود الاستيطان إلى ما كان عليه، ولن تجد السلطة الأصوات التي كانت تؤيد موقفها، وذلك أن وفود الدول الجادة لا تحب ألاعيب البهلوان، وتحترم الصادق الجاد فيما يقول ويعمل.
إن إدارة فريق السلطة لمعركة الاستيطان هي إدارة فاشلة، ولا تحظى بتأييد الشعب الفلسطيني، وترى في قرار سحب السلطة مشروع القرار من مجلس الأمن، دون إعلان واضح من نتنياهو وقف الاستيطان، فيه نوع من تقبل السلطة لحجم معين من الاستيطان في الضفة والقدس.
فريق السلطة خرج من مباراة مجلس الأمن هذه بخسارة، ولم يخرج بتعادل كما قد يزعم من يدافع عن السلطة، والضفة هي التي ستعاني نتائج هذه الخسارة. هذا ولا يستطيع أحد أن يزعم أن (إسرائيل) تنازلت عن مشروع المستوطنات التي أقرها الكنيست مؤخرًا.
خلاصة القول في هذه المباراة إن سلطة عباس لا تملك حرية القرار والتصرف، وقراراتها رهن الإرادة الأميركية، وانكشاف هذه التبعية مرة بعد مرة انكشافًا فاضحًا، جعل السلطة فاقدة للأهلية، وغير مؤتمنة على الأرض الفلسطينية.