بينما يحتفي المسلمون في فلسطين وفي البلاد الإسلامية كافة بذكرى الإسراء والمعراج، في ٢٧ من رجب الخير، من عام ١٤٤٤ للهجرة، يعيش سكان مدينة القدس والمرابطون في المسجد الأقصى حالة من الصراع اليومي مع الاحتلال والمستوطنين وغلاة المتطرفين، الذي يواصلون اقتحامات المسجد الأقصى وانتهاك حرمته، بهدف السيطرة على أجزاء منه، لإقامة شعائر تلمودية مزيفة.
كان الإسراء والمعراج حدثًا معجزًا يتطلب الإيمان بالغيب، وليس للعقل أن يتقدم فيه على الإيمان به، لذا قال سيدنا أبو بكر ردًا على قريش: إن كان محمد قد قال ذلك فأنا أصدقه، كيف لا وأنا أصدقه في نزول الوحي عليه وهو بيننا.
الإيمان بالغيب هو الطريق المستقيم لفهم الإسراء والمعراج، وإعطاء الحدث قدره الذي يستحقه.
حين يحتفل المسلمون في الأقصى والقدس وسائر المدن والبلدات الفلسطينية بمعجزة الإسراء والمعراج، يواجهون أطماعًا يهودية في الأقصى تنغص على المسلمين حياتهم، واحتفالاتهم بهذه الذكرى المعجزة، احتفال أهلنا في القدس بالإسراء لا يكون بتوزيع الحلوى، بل بتنشيط حالات الرباط فيه، وتوزيع الأعباء، لرد اقتحامات المتطرفين اليهود، ومنعهم من اقتسام المسجد، ما أود قوله: إن احتفال المقدسين بالإسراء، هو احتفال مسكون بجهاد ومدافعة عملية، لا بكلمات وخطب تستذكر الدرس الأول.
الدفاع عن المسرى ضد تغولات المستوطنيين هو واجب إسلامي عام، ولا يقف عند المقدسيين وسكان فلسطين المحتلة، وقديمًا استنبط العلماء من معجزة الإسراء والمعراج العلاقة الوثيقة الرابطة بين الحرم المكي وبين بيت المقدس، باعتبار نقطة البداية ونقطة النهاية، وشرعوا وجوب أن يدافع أهل مكة، وبلد الحرمين الشريفين عن إسلامية المسجد الأقصى، ووجوب تحريره من الغاصبين، وإعادته إلى السيادة الإسلامية.
المؤسف أننا نحتفل في عام ١٤٤٤/ ٢٠٢٣م بالإسراء والمعراج والأقصى يتألم ويتوجع من الخطط اليهودية التي تحاك ضده، لإفساد سلامته للإسلام والمسلمين، المؤسف أن حراك المسلمين لدفاع عن الأقصى لا يرقى لمستوى الخطر الذي يحيط بالأقصى والقدس، ومن ثمة يمكن القول بأن احتفالات المسلمين بالإسراء تبقى ناقصة، ما لم يجد الأقصى صلاح الدين.