فلسطين أون لاين

قفز إلى 150% خلال فترة وجيزة

تقرير ارتفاع أسعار الدواجن بالضفة.. حكومة اشتية تتفرّج

...
صورة أرشيفية
رام الله/ رامي رمانة:

يئنُّ المواطنون في الضفة الغربية تحت سيف ارتفاع الأسعار الذي طال الدواجن، وسط اتهامات لحكومة محمد اشتية بالتقصير ولعب دور المتفرج دون إيجاد حلول فعّالة.

وقفز سعر كيلو جرام الدجاج نحو 150% خلال فترة وجيزة، وسط مخاوف من صعود أكبر للأسعار مع اقتراب شهر رمضان حيث يكثر استهلاك اللحوم الحمراء والبيضاء في إقامة الولائم والمناسبات.

ويستهلك المواطنون في الضفة الغربية ما معدله (4.4) ملايين دجاجة شهريًّا باستثناء شهر رمضان الذي يصل معدل الاستهلاك فيه إلى (5.2) ملايين دجاجة بحسب بيانات وزارة الزراعة.

تقول ربة البيت "أم أسعد" من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية: إن سعر كيلوجرام الدجاج الطازج وصل إلى 23 شيقلًا في فترة زمنية قصيرة، ليضاف هذا الارتفاع إلى بقية الأصناف الأساسية الأخرى التي تشهد ارتفاعًا أبرزها زيت الطهي والسكر والدقيق والمحروقات.

وتبين "أم أسعد" لصحيفة "فلسطين" أن غالبية الأسر لا تستطيع التكيُّف مع ارتفاع أسعار الدواجن أو غيره من السلع الأساسية، لا سيما عند الأسر ذات العدد الكبير، والأسر التي لم تتلقَّ مخصصات الشؤون الاجتماعية بعد، مشيرةً إلى أن أسر الموظفين أيضًا تعاني الضائقة المالية بعد مضي نحو عام على استلامهم رواتب منقوصة.

وتطالب "أم أسعد" جمعيات حماية المستهلك بالتحرك، لحماية المواطنين من صعود الأسعار ووقف تلاعب بعض التجار واحتكارهم السلع لتحقيق مكاسب كبيرة على حساب احتياجاتهم.

من جانبه يؤكد الناشط ضد غلاء الأسعار رامي الجنيدي أن ثقافة مقاطعة أسعار السلع المرتفعة بدأت تأخذ مكانها عند الناس في الضفة الغربية في ظل غياب دور فعال للجهات المسؤولة.

ويبين الجنيدي لصحيفة "فلسطين" أن سعر كيلوجرام الدجاج الطازج كان يسجل (10) شواقل، لكنه قفز اليوم إلى (23) شيقلًا، وأن التخوّف من بقاء الأسعار في صعود مع قدوم شهر رمضان حيث يكثر الطلب على اللحوم، وحينها تكون الأسر مرغمة على الشراء حيث تقام الإفطارات والولائم والمناسبات الأسرية خلال الشهر الكريم.

وينبه إلى أن ارتفاع أسعار الدواجن لن يقتصر على شرائها مباشرة من البائع وحسب، بل سيلمس المستهلك ذلك أيضًا في ارتياد المطاعم والشراء من المطابخ الشعبية.

ويشير إلى بعض التجار الذين ينتهزون هذه الأوقات لتحقيق مكاسب مالية دون اهتمام بأوضاع الناس المعيشية المتردية. 

ويلقي الجنيدي باللوم على وزارة الاقتصاد في الضفة، التي من المفترض أن تضع سقفًا سعريًّا يُمنع البائعون تجاوزه، متسائلًا عن مسؤولية وزارة الزراعة في رام الله أيضًا من هذا الارتفاع.

"غياب المسؤولين"

بدوره يوضح المزارع محمود الحرباوي من رام الله بالضفة الغربية، أن مربي الدواجن في الضفة يواجهون عدة مشكلات تسببت في ارتفاع الأسعار وسط غياب المسؤولين.

ويقول الحرباوي لصحيفة "فلسطين": إن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار الدواجن، بقاء أسعار الأعلاف مرتفعة دون تدخل حكومي حيث قفز سعر الطن من 1700 شيقل إلى 2300 شيقل.

ويضيف الحرباوي أن المعضلة التي واجهت عملية التربية انتشار الأمراض داخل المزارع في فصل الشتاء، والتي تسببت في نفوق كبير، أبرزها مرض النيوكاسل ، والتهاب الكبد الشامل، إلى جانب مرض انفلونزا الطيور.

ويشير الحرباوي الذي يملك مزرعة دواجن تحتوي على 20 ألف طائر إلى أن مُزارعًا بمنطقته نفق في مزرعته 15 ألف طير بسبب مرض النيوكاسل.

وإزاء ذلك النفوق أضحت الكميات المعروضة في السوق المحلي أقل من الطلب ما ساهم ذلك في زيادة الأسعار تضاف إلى ارتفاع أسعار مدخلات العملية الإنتاجية، حسب الحرباوي.

ويتهم الحرباوي وزارة الزراعة في الضفة بالتقصير، وعدم متابعة طواقمها مزارع التربية وتفقدها صغار المزارعين، فضلًا عن عدم تعويضها المتضررين عن الخسائر التي يتعرضون لها.

ويقدر نائب رئيس قطاع الدواجن سامر النتشة نفوق (85%) من الدواجن بسبب مرض نيوكاسل، مبينًا في تصريح له أن التقديرات تشير إلى أنه من المتوقع أن تنتهي هذه الأزمة وتعود الأمور إلى نصابها في غضون أسبوع.