أصبح أكثر من 30 مواطنًا بينهم 9 أطفال من عائلة أبو عيش بلا مأوى، بعدما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 منازل لها في مركز مدينة عكا، أمس.
وجُنَّ جنون أفراد العائلة الذين أجبروا على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح بعدما داهمتها قوات معززة ودفعت بهم إلى خارج الأرض المُشيد عليها المنازل الأربعة، ومساحتها 3 دونمات.
وبدت الأوضاع في عكا على غير طبيعتها بعد أن تسببت عملية الهدم هذه بتهجير العشرات دفعة واحدة، في مشهد يعيد إلى الأذهان عمليات التهويد والتهجير المستمرة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس.
وفرضت شرطة الاحتلال حصارًا على أفراد العائلة الذين احتجوا بقوة أمام منازلهم في محاولة منهم لمنع عملية الهدم.
لكنهم لم يتمكنوا مطلقًا من تحقيق ذلك؛ بسبب الوجود المكثف لجنود الاحتلال المدججين بأسلحة مختلفة.
وكانت نورة أبو عيش، من أشد المحتجين ضد عملية الهدم، وقد صرخت ونادت بعالي صوتها أمام وسائل الإعلام في أثناء تغطيتها الهدم في عكا، محاولة إيصال رسالة إلى الضمائر الحيَّة بشأن ما تتعرض لها العوائل الفلسطينية من جرائم وعمليات تهجير وتشريد لا تتوقف.
اقرأ أيضاً: بالصور الاحتلال يهدم 4 منازل لعائلة أبو عيش في عكا
وتبرر سلطات الاحتلال جريمة هدمها المنازل الأربعة، بأن عائلة أبو عيش بنتها دون ترخيص وعلى "أراضي دولة".
وقالت: إن العائلة تلقت إخطارًا بالهدم قبل أيام صادر عن محكمة الصلح الإسرائيلية في عكا، بناءً على ادعاء بلدية الاحتلال أن المنازل أنشئت بدون ترخيص، وقد أصرت قوات الاحتلال على تنفيذ الهدم بسرعة، الأمر الذي فوجئنا به.
وبينت أنها تسكن في المنطقة منذ 70 عامًا، وهي تدفع الضرائب وتحصل على الخدمات الأساسية كجميع المنازل في عكا.
صامدون رغم الألم
على الرغم مما يسببه الاحتلال من ألم وتهجير لن ينساه أفراد عائلتها على الإطلاق، إلا أن نورة أبو عيش أبدت تمسكها بأرض عكا، وعدم الرحيل عنها حتى لو تعاظمت انتهاكات الاحتلال وجرائمه.
وقالت: "لن نخرج من أرضنا بعد سبعين سنة، ولن أقبل باستبدال بيتي ببيت آخر، فهذا بيتي وسأبقى هنا".
وعادة ما تتذرع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحجج واهية لا حقيقة لها، محاولة بذلك تبرير تنفيذ مخططات الهدم والتهجير التي تتصاعد وتيرتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتسعى بقوة إلى السيطرة على المزيد منها.
وردد أفراد عائلة أبو عيش هتافات منددة بعملية الهدم.
وقد أبدت نساء العائلة استعدادهن للجلوس في خيمة أمام منازلهم المهدمة، والبقاء كالشوكة في حلق الاحتلال.
ومن بينهن السيدة إسلام أبو عيش، التي عادت من عملها إلى البيت بعد تلقيها اتصالًا من بنتها، التي أخبرتها أن قوات الاحتلال تحاصر البيت تمهيدًا لهدمه.
وتساءلت في أثناء الوقفة الاحتجاجية التي شارك بها العشرات من أهالي عكا أمام المنازل المهدمة: كيف يلجأ جنود الاحتلال إلى اقتحام المنازل وأهلها نيام؟ مشيرة إلى أنهم عاثوا فيه خرابًا قبل أن يجبروا جميع من بداخله على الخروج منه.
كما تساءلت عن الذنب الذي ارتكبنه بناتها حتى جاء جنود الاحتلال من أجله ليداهموا المنازل وهن نيام.
وأضافت: "إن ما ارتكبته قوات الاحتلال جعلنا جميعًا نعيش في صدمة كبيرة بعد 70 عامًا من السكن في هذا البيت جاؤوا ليطردونا منه، لن نغادر وسنقيم خيامًا فوق الركام".
وفي مقابل جريمة الهدم الإسرائيلية، طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بضرورة تكاتف الجهود الرسمية والشعبية والتصدي لجرائم الاحتلال المتصاعدة ضد شعبنا في الداخل المحتل منذ 1948.
ورفضت الجبهة الشعبية في بيان مكتوب، جريمة الهدم في عكا، مؤكدة أنها تضاف إلى السجل الفاشي لكيان الاحتلال، الذي يسرع وتيرة جرائمه وعدوانه على الشعب على كامل الأراضي الفلسطينية.
وعدت هدم البيوت جريمة عنصرية ثابتة وممنهجة، وليست وليدة اللحظة، وامتداد لممارسات وإجراءات وقوانين عنصرية يستهدف فيها الاحتلال الوجود الفلسطيني، ومحاولة فاشلة لضرب صموده.
وتابعت الشعبية: إن "جماهير شعبنا في الداخل المحتل يجسدون بالتحامهم ومقاومتهم وصمودهم وتشبثهم بحقوقهم الثابتة عمق ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه".