أكدت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان أنّ حكومة رام الله تشكل غطاءً ضمنيًا لاستمرار الأجهزة الأمنية في انتهاكاتها ضد المواطنين، دون أيّ اعتبار للمخالفات القانونية الصارخة لقواعد القانون الدولي والقانون الأساسي الفلسطيني اللذَين كفلا حرية الرأي والتعبير.
وقالت المنظمة في بيان لها:" إنّ ممارسات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، تشكل انتهاكًا خطيرًا وغير مقبول لقواعد القانون الدولي التي كفلت حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي دون تقييد أو ملاحقة"
وشددت على أنّ تلك الانتهاكات تمسُّ بشكل خطير مجموعة الحقوق الأساسية التي نصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وأضافت:" إنّ للحكومة في الضفة الغربية دورًا سلبيًّا تجاه ممارسات الأجهزة التنفيذية بحق حرية الرأي والتعبير –لا سيما الاعتداء على التجمعات السلمية-، وغياب الرقابة القانونية على الأجهزة التنفيذية إلى جانب عدم تطبيق أحكام الإفراج الصادرة عن الجهات القضائية.
وطالبت المنظمة الحقوقية باتخاذ إجراءات عاجلة للإفراج عن كافة الموقوفين على خلفية سياسية أو التعبير عن الرأي، ووقف المحاكمات ذات الصلة، وضمان منع التعسف الذي تمارسه الأجهزة الأمنية بحق التجمعات السلمية، والتحقيق في شكاوى التعذيب، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق المعتقلين.
ودعت إلى ضرورة وقف انتهاكات الأجهزة الأمنية المتصاعدة في الضفة الغربية والمتمثلة في قمع التظاهرات والتجمعات السلمية، إلى جانب توقيف عشرات الطلاب والنشطاء والأسرى المحررين، وتعريضهم للتعذيب والمعاملة المهينة، مؤكدة أنّ تلك الممارسات تنتهك وبشكل خطير قواعد القانون الدولي ذات الصلة.
وأدانت قيام الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، بإعادة اعتقال عشرات الأشخاص الذين تم الإفراج عنهم مسبقًا، وآخرهم الشاب "محمد ديرية" من بيت لحم، وذلك بعد أسبوعين من الإفراج عنه، عقب اعتقال سياسي دام 34 يومًا.
وذكرت "سكاي لاين" أنّ الأجهزة الأمنية مددت اعتقال الشاب "محمد سعد" من مخيم عسكر شمال شرق مدينة نابلس، وذلك لمدة 10 أيام، ونقلته إلى ما يسمى "بمسلخ أريحا"، فيما يواصل جهاز الأمن الوقائي، اعتقال الشاب "يمان فرج بعيرات" من بلدة ترمسعيا برام الله، وذلك لليوم الثالث على التوالي.
فيما أكدت المنظمة على أنّ جهاز الأمن الوقائي في طوباس يواصل اعتقال كلٍّ من: "خالد بني عودة"، "حارث بني عودة"، "عبد الله بني عودة" و "وسيم بني عودة"، من بلدة طمون لليوم الرابع على التوالي.
أما جهاز الأمن الوقائي في قلقيلة، فلا يزال يعتقل الطالب في جامعة النجاح "عبد الله عبيد" لليوم الـ12 على التوالي، إلى جانب اختطاف جهاز الأمن الوقائي في الخليل، للشاب "قيس شلالدة: من بلدة سعير لليوم الـ14 على التوالي.
ولفتت "سكاي لاين" إلى أنّ الأجهزة الأمنية لم تكتف بمن اعتقلتهم، بل قامت باعتقال الأسرى المحررين من قبل سلطات الاحتلال ومنهم، المعتقل السياسي السابق "فيصل العروج"، وذلك لليوم الخامس على التوالي، والأسير المحرر محمد الشخشير من نابلس لليوم التاسع على التوالي.
ونبّهت المنظمة إلى أنها سجّلت في أكثر من مناسبة قيام قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بالاعتداء على متظاهرين سلميين خرجوا في تجمعات سلمية أو خلال تشييعهم لأشخاص قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، عبر إطلاق قنابل الغاز المسيل والتسبب في إصابة العشرات منهم بالاختناق، فضلًا عن الإصابات الأخرى التي تنتج عن التدافع بسبب حالة الذعر التي تُصيب أولئك النشطاء والأفراد.