صفارات إنذار متكررة تزامنت مع تفعيل صواريخ "القبة الحديدية" أكثر من مرة في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة مؤخرًا، تثير تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك.
وأجبر المستوطنون في "سديروت" وغيرها من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، على الهروب إلى الملاجئ، في مشهد يتكرر وقت انطلاق قذائف صاروخية باتجاه كيان الاحتلال، لكن هذه المرة لم تكن السبب في ذلك، وسط تكتم أمني كبير من جيش الاحتلال، وفق محللين.
وتوقع محللان متخصصان في الشؤون الأمنية تحدثت إليهما صحيفة "فلسطين"، أن معركة إلكترونية خفية استطاع الطرف المهاجم فيها اختراق التحصينات الأمنية الإلكترونية التابعة لجيش الاحتلال.
اقرأ أيضاً: محدث صافرات الإنذار تُدوّي في مستوطنات "غلاف غزة"
وطبقًا لما تفيد به مصادر محلية، ومنها موقع "المجد" الأمني، فإن فصائل المقاومة شاركت في حرب "السايبر" ضد (إسرائيل)، واستطاعت مهاجمة مؤسساتها الأمنية والعسكرية، وأنظمتها الرقمية والإعلامية أيضًا.
حالة تخبط
ورأى المتخصص بالشؤون الأمنية ناجي البطة، أن تمكن المقاومة بغزة، وخاصة كتائب القسام من السيطرة إلكترونيًا على طائرة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال، وإسقاطها من أجواء غزة في الأيام القليلة الماضية، يشير إلى أن الإمكانيات الإلكترونية للمقاومة بلغت مرحلة تنافس فيها الإمكانيات الإلكترونية اللامحدودة للاحتلال.
وقدَّر البطة، بأن تكرار التشويش الذي تعرضت له "القبة الحديدية"، يدل على أن متغيرًا جديدًا دخل على هذه المنظومة الصاروخية، التي تحظى بأهمية كبيرة لدى جيش الاحتلال.
وبين أن جيش الاحتلال ادعى في البداية اعتراض صواريخ انطلقت من غزة، ومن ثم اعتراض طائرة مسيرة حلقت من القطاع أيضًا، ومرة أخرى ادعى أنه اعترض مجموعة من الطيور الكبيرة في أجواء الأراضي المحتلة.
وتابع: أن تكرار الروايات لدى الاحتلال يشير إلى أن حالة من التخبط في فهم حقيقة ما يجري لدى كيان الاحتلال ووسائل إعلامه، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يكشف الحقيقة التي يعانيها، كي لا يظهر ضعفه أمام العالم في الوقت الذي يروج دوليًا لصناعاته العسكرية وأبرزها "القبة الحديدية".
وتوقع البطة أن المقاومة الفلسطينية أصبحت تملك متغيرات وإمكانيات جديدة في سلاح "السايبر"، وكذلك في دول الإقليم أيضًا، ومنها إيران وحزب الله اللبناني، وقد أدى تعدد الجبهات إلى تكرار الهجوم الإلكتروني ضده.
اقرأ أيضاً: صحة الاحتلال تُوجّه تحذيرًا لسكان مستوطنات غلاف غزة
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال أعلن أن القبة الحديدية اعترضت طائرة مُسيرة في سماء القطاع، ولم يُطلق أي صواريخ من غزة، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكرت أنه "ليس من المؤكد على الإطلاق أن الدفاع الجوي اعترض جسمًا معاديًا".
اختراقات خارجية
من جهته، قال المتخصص الأمني عبد الله العقاد: إن الاحتلال معني بإخفاء ما حصل عنده، لأنه يريد تجنب الصدام مع غزة.
وأضاف العقاد لصحيفة "فلسطين": أن جيش الاحتلال أخفى قبل عام من الآن أنه رصد في أجواء فلسطين المحتلة طائرات مسيرة قادمة من الخارج، ولم يعترف بها إلا بعد مدة طويلة.
وتابع: إن توجيه طائرات من غزة أو من الخارج عن طريق المقاومة أو إيران أو غيرهم وارد، لكن جيش الاحتلال ليس معني بالاعتراف الآن.
وتوقع أن يكشف جيش الاحتلال مستقبلاً عن حقيقة الأجسام التي اعترضها، لكن في حال كانت هناك عملية اختراق فلن يعلن عن شيء.
يشار إلى أن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، أعلن في يناير/ كانون الثاني 2017 اختراق خلية تابعة للمقاومة الفلسطينية المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية المملوكة لجنود جيش الاحتلال، وقد استطاعت التنصت على مكالماتهم ورسائلهم وقرصنة معلومات سرية.
وقد اعترفت قيادة جيش الاحتلال أنها رصدت محاولات للمقاومة؛ تهدف إلى الحصول على معلومات سرية من جنود الجيش عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً: صافرات الإنذار تُدوّي في مستوطنات "غلاف غزة"
وأفادت القناة العبرية الثانية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، بأن عناصر فلسطينية استطاعت اختراق ترددات إشارة اللاسلكي التابعة لجيش الاحتلال، والتجسس على حديث من المفترض أن يكون سريًا بين أفراد قوة عسكرية كانت قرب السياج الفاصل مع غزة.