أريحا المدينة الفلسطينية الأقدم في التاريخ العالمي يعود تاريخها إلى (١٠٠٠٠) سنة قبل الميلاد، ويسكن محافظة أريحا قرابة 20 ألف فلسطيني، بعضهم من الذين هُجروا من فلسطين عام ١٩٤٨م، ويقيمون في ثلاثة مخيمات للاجئين هي: السلطان، والنويعمة، وعقبة جبر، وهو أكبرها، وفيه على ما يبدو تأسست كتيبة أريحا، التابعة للقسام وحماس.
أريحا المحافظة، والمدينة، والمخيم، تقع على طريق القدس عمّان، فهي تحتل موقعًا إستراتيجيًا مهمًا، بموقعها العام الممتد شمال البحر الميت والأغوار، وبجبالها العالية وانخفاض سهلها عن البحر انخفاضًا عميقًا، عُدَّ الأكثر انخفاضًا عالميًا.
في هذه المنطقة التي ظن المحتل والمستوطنون أنها خارجة جذريًا عن محيطها الفلسطيني المقاوم في الضفة والقدس، ظهرت كتيبة أريحا لتفاجئ المحتل والمستوطنين، وتعلن تجديد المقاومة وانتهاء مرحلة الصمت والاستسلام للأمر الواقع الذي فرضه المحتل من جهة، وفرضته السلطة الفلسطينية باتفاق أوسلو من جهة ثانية.
أقمار أريحا الخمسة ( إبراهيم عويضات، ورأفت عويضات، وأحمد عويضات، وثائر عويضات، ومالك لافي) الذين رحلوا بالأمس القريب بعد اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال وقوات أمنه، أعلنوا بدمائهم الزكية عن بداية مرحلة جديدة لمحافظة أريحا والأغوار، هذه البداية لها وجهان: الأول المقاومة المسلحة، الرافضة للاستسلام، ولمقتضيات أوسلو وسلطة الحكم الذاتي الفاشل، والوجه الثاني هو التكامل مع جنين ونابلس والقدس في مقاومة المحتل، والاستمرار في طريق ذات الشوكة حتى يرحل المحتل والمستوطنون، وتنال الضفة سيادتها واستقلالها.
إن تقدم المقاومة في جنين، ونابلس، والقدس، وأريحا، وغيرها من بقاع الضفة المحتلة، يقلق حكومة الاحتلال لأنه ينذر بإفساد مخططها للضم والاستيطان، ويقلق سلطة التنسيق الأمني مع المحتل، إذ تقول لها المقاومة إن طريقنا هي طريق الشرف والكرامة، والشريف الحق هو من يكافح العدو، لا من يتخابر معه في مقابل امتيازات دنيوية سخيفة.
أريحا المدينة والمخيم عادت ولا شك للمقاومة، وجلّ مدن الضفة وقراها عادت أيضًا للمقاومة، لأن الجميع أدرك أن سلطة الحكم الذاتي فاشلة، وهي أكذوبة بلباس وطني، وأنه لا طريق للخلاص من الاحتلال والاستيطان غير طريق ذات الشوكة، وهو الطريق الذي سارت فيه كل الشعوب التي وقعت يومًا تحت احتلال أجنبي، ورحم الله شهداء أريحا، وكل شهداء فلسطين.