فلسطين أون لاين

مريم صلاح.. تعيد تدوير المخلّفات لإنتاج فن "التروكاج"

...
التروكاج
غزة/ هدى الدلو:

من أدوات المطبخ بدأت في تطبيق فن التروكاج، لتتعمق أكثر في البحث والدراسة متجهة نحو أدوات أكثر تطورًا محقّقة نتائج ولا تبعث الشك في نفس المشاهد للعمل، خاصة أن هذا النوع من الفن غير مستخدم في قطاع غزة فهو غريب وحديث ومثير للاهتمام.

مريم صلاح فنانة بصرية، تعمل على إعادة تدوير المخلفات وكل ما يمكن استعماله في الأعمال الفنية المسرحية والدراما التلفزيونية والاستعراضية، ومجسمات علمية فيما يعرف بفن الخدع السينمائية.

تقول لصحيفة "فلسطين": "أسعى قدر المستطاع للتطور في هذا المجال بسبب نقص بعض الأدوات في غزة، فالمكياج السينمائي ينقصه الكثير من المعدّات".

بدأت مريم بفكرة مبادرة النحت كونها تعمل في مجال المكياج والخدع السينمائية ومجال التروكاج وهو عملية يتم فيها تحويل الأدوات المستخدمة في السينما إلى أدوات شبه واقعية ولكن بمواد مختلفة لكي تحاكي شكل الأدوات الواقعية حتى لا تؤذي الممثل، فتعمل صلاح في مجال تصاميم القطع والجروح والدماء وغيرها من الخدع.

لا تدرّسه الجامعات

وجاءت فكرة المبادرة خلال بحث مرئي عن فن التروكاج الذي لا يتم طرحه في المساقات الجامعية التي تدرس للطلبة للفنون الجميلة عدم وجود مجالات واسعة للسينما في قطاع غزة، وضعف الإنتاج السينمائي الفلسطيني عمومًا.

وتأسف مريم لذلك، وترى أن هذا لا يعني عدم تطور البيئة الفنية الفلسطينية ومضيها خطوات إلى الأمام في مجال صناعة الدراما، "بل يجب العمل على إيجاد أرضية لفن التروكاج حتى لو بسيطة، ولذلك قمت بعمل المبادرة وإنتاج الأقنعة بهدف استثمارها في الأعمال المسرحية".

وتقول إنها تمكنت من خلال الفن التروكاج، إعادة صياغة المواد المتوفر لتظهر بغير الشكل الذي تبدو عليه في الواقع، كصناعة قناع وجه ثعلب من الريش الأقنعة وآخر من أعقاب السجائر يمكن استخدامه في الأعمال الدعائية أو المسرحية التي تتناول التدخين.

وقامت مريم بعمل مجسمات وأقنعة بمواد تدوير مختلفة كالورق والكارتون وورق الشجر، وأعقاب السجائر، والإسفنج والأقمشة وحتى الرمال.

وتضيف: "كل شيء يتم تدويره بفن التروكاج ويمكن للمخرجين استخدامه لاختلاق شخصيات خيالية أو فنتازيا يتم فيها تناول الواقع الحياتي من رؤية غير مألوفة".

وتبيّن مريم أن فن الخدع يعد أحد الفروع المهمة في السينما بوجه عام، تفاصيله من خيال صانع الخدع، ومخرج الفيلم، فلا يقدّم حقائق، لكن يتنقل من وهم إلى آخر، ولا حيلة أمام المشاهد إلا أن يصدق ما يحدث ما دامت الخدعة تامة التكوين، ولا ينقصها شبر سحر واحد.

التعلّم بالتجربة

وتفيد بأن لهذا الفن نوعين أحدهما بصري، والآخر حركي، وهو الذي تعتمد عليه أفلام "الأكشن" في المعارك، الحوادث، الحرائق، حتى أصبحنا لا نجد فيلمًا يخلو من هذه المشاهد، كما تختلف الخدع الموجودة على المسرح عن الموجودة في السينما.

وتمضي إلى القول إن ما تقوم به "ليس شغف، بل كوكتيل من الحب للمجال الذي نمته بالدراسة ليصبح ممارسة ومن ثم خبرة تتطور بالممارسة، فالشغف لا يكفي بل الأمر يحتاج إلى بحث وتطوير".

وتعمل مريم في مجال الخدع السينمائية منذ أكثر من 8 سنوات، وتطورها من خلال البحث ومطالعة الكتب والمواقع الإلكترونية والتواصل مع أشخاص لها باع في المجال، إلى جانب الممارسة التطبيقية في مرسمها الخاص -غرفتها- الذي يمتلأ بالأدوات غير المتوقعة.

ولا تتوقف الفنانة الشابة عن التجربة فأي فكرة تخطر ببالها تشرع في تنفيذها، "وبالتالي تتم عملية التدريب من خلال الممارسة، فالكثير من التجارب فشلت وأخرى نجحت وهي في طور التطوير".

وعن المشكلات التي واجهتها، تبيّن أن عدم توفر الأدوات الأصلية لديها أوقعتها في كثير منها، فكانت تضع دائمًا خططًا بديلة لذاتها حتى تتخطى تلك العقبة، فشعار الحاجة أُمّ الاختراع كان مفيدًا كثيرًا لها، ولم يجعلها تتوقف عندها.

وتأمل مريم السعي نحو تطوير المسرح والسينما والدراما لأنها أكثر المجالات التي يفهمها العالم دون حواجز لغوية، ويمكنه للفن أن يؤدّي دورًا فاعلًا في نشر رسالتنا وخدمة قضيتنا الفلسطينية.