فلسطين أون لاين

تقرير "حانون" مستوطنة جديدة على حدود قطاع غزة.. هذه تفاصيلها

...

من المقرّر أن تشرع حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرّفة قريبًا بتدشين مستوطنة "حانون" الجديدة في محيط مستوطنة "كفار سعد" القريب من حدود شمال قطاع غزة، بعد المصادقة عليها.

وكان رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أمس الأحد أن الحكومة قرّرت بناء مستوطنة جديدة، وسيتم البدء قريباً بالتخطيط لبنائها  بعد الاتفاق مع الجهات المعنية.

ويعد توسيع الاستيطان الإسرائيلي، سياسة ذات أولوية لحكومة نتنياهو، والتي تضم متشدّدين يمينيين يعتبرون الاستيطان وتمدّده استراتيجية يجب العمل عليها بشكل كبير.

ويعتبر قرار بناء المستوطنة محاولة خجولة من الحكومة المتطرّفة لإرضاء الوزراء وأعضاء الكنيست الذين يعتبرون من قادة الاستيطان في الضفة الغربية أمثال رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش ورئيس حزب شاس أرييه درعي وغيرهم.

وتسعى الحكومة الجديدة لإثبات سياستها الواضحة بقرار بناء المستوطنة، وتسريع عجل الاستيطان الذي يقضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ومدينة القدس.

ما هي مستوطنة "حانون"؟

حانون هي مستوطنة مجتمعية مخطط لها أن يتم بناؤها على أراضي المجلس الإقليمي "سدوت النقب"، بين مستوطنة سعد وموشاف تاكوما في الحقول الزراعية التابعة للمجلس الإقليمي "سدوت نيجيف"، على بعد عدّة كيلومترات شمال غرب مستوطنة "نتيفوت"، على الطريق السريع 25.

سُمّيت المستوطنة باسم "حانون" مؤقتا، نسبة إلى اسم وادي حانون الذي يمر بجانبه، بعد أن تمت الموافقة على التخطيط لإقامتها بقرار من حكومة الاحتلال الخامسة والثلاثين في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.

وحضر مراسم حجر الأساس لإقامة المستوطنة نتنياهو ورئيس المجلس تمير عيدان وعدد من وزراء الحكومة الآخرين.

وفي نوفمبر 2021، تم قبول توصية لجنة المنطقة للتخطيط والبناء في منطقة الجنوب، وفي 4 يناير 2022 وافق مجلس التخطيط والبناء الاستيطاني على إنشاء المستوطنة مرة أخرى بدعم من وزيرة الداخلية في حكومة الاحتلال ايليت شاكيد.

وفي نهاية شهري يناير وفبراير 2022، نشأت معارضة من قسم الميزانية في وزارة المالية خوفًا من إضعاف نتيفوت، لكن في يوليو / تموز قرّر المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاريف ميارا أن الوزيرة شاكيد لن تكون قادرة على تقديم الموافقة التأسيسية للحكومة الانتقالية خلال فترة الانتخابات.

وبعد حوالي أسبوع، من قرار ميارا، احتج مستوطنو نيتفوت على رفض الموافقة على إنشاء المستوطنة.

الليكود يدعم الاستيطان

ومن المرجّح أن تضم المستوطنة في بدايتها 500 عائلة استيطانية، وستكون طبيعة المستوطنة مجتمعاً مختلطاً للعائلات المتدينة والعلمانية، بينما أشار نتنياهو في أثناء مناقشة بناء المستوطنة إلى أن إقامتها دليل إضافي على صمود غلاف غزة وقوة (إسرائيل) في مواجهة كل التهديدات، وفق زعمه.

جدير بالذكر أنه تم الترويج لإقامة مستوطنة حانون من قبل الوزير السابق عن حزب الليكود الذي خدم في وزارة الإسكان بحكومة الاحتلال زئيف إلكين.

على الرغم من اتخاذ قرار إقامة المستوطنة، إلا أن هناك حركة معارضة شديدة لإقامتها من قبل الكيبوتسات والمستوطنات المجاورة كونها ستلتهم المساحات الزراعية الواسعة والتي ينشط سكان تلك المناطق بالزراعة.

المستوطنة تحت التهديدات

ويشكّل الاستيطان الإسرائيلي عبئًا كبيرًا على حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة خاصة في ظل فترات التصعيد والحروب مع المقاومة في قطاع غزة، فلم تعد آمنة وليست في معزل عن ضربات المقاومة وصواريخها.

وطوال سنوات مضت، اشتكى سكان تلك المستوطنات من سيل الصواريخ الذي يستهدفهم من قطاع غزة، وخاضوا احتجاجات كثيرة ضد تجاهل حكومة الاحتلال الإسرائيلية لهم، حيث اتهموها بالتعامل معهم كإسرائيليين درجة ثالثة وليسوا كسكان (تل أبيب) والمدن الكبيرة، كما اشتكوا من غياب سياسة الردع وتوفير الأمن لهم.

وكانت قوات الاحتلال تتبع سياسة التهجير الإجباري المرحلي مع سكان المستوطنات في غلاف قطاع غزة، خشية مع تعرّضهم للصواريخ أوعمليات التسلّل والاقتحام أو أن يصبحوا أسرى في يد المقاومة.

ويُشار إلى أن قوات الاحتلال رحّلت المئات من العائلات الاستيطانية من مستوطنات غلاف قطاع غزة، خلال العدوان على قطاع غزة في صيف 2014 ونقلتهم إلى المدن الإسرائيلية خوفًا على حياتهم، إلى جانب نزوح مئات العائلات في جولة التصعيد العسكرية في مايو 2021.

المصدر / موقع "عكا"