فلسطين أون لاين

تقرير "فلسطينيو سوريا" بغزة... هربوا من الحرب فاحتضنهم "تقصير أونروا"

...
"فلسطينيو سوريا" بغزة... هربوا من الحرب فاحتضنهم "تقصير أونروا"
غزة/ جمال غيث:

يخشى إيهاب العامودي، في أيّ لحظة أن يطرد وعائلته المكونة من 7 أفراد من مسكنهم لعدم تمكنه من سداد أجرته في الأشهر الأربعة الماضية، بعد وقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" دفع بدل الإيجار لهم.

وطرد العامودي، الذي قدم إلى قطاع غزة عام 2012م، هاربًا من الحرب الدائرة في سوريا، من ثلاثة منازل أقام بها لأشهر لتراكم الإيجارات عليه، وفق ما ذكر لصحيفة "فلسطين" على هامش وقفة عشرات اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى قطاع غزة أمام مقر "أونروا" في مدينة غزة.

وأشار العامودي، إلى أنّ "أونروا" تبرر وقف صرف بدل الإيجار بالأزمة المالية، وتواصل تقديم الدعم المالي لأكثر من مليون لاجئ في "سوريا، ولبنان، والأردن، والضفة الغربية، وغزة".

اقرأ أيضًا: تقرير فلسطينيو سوريا يُودّعون عامًا "ثقيلًا".. فهل يتنفسون الصعداء العام القادم؟

ويتراوح بدل الإيجار الذي كانت تدفعه "أونروا" للاجئين نحو 200 إلى 225 دولارًا، وذلك حسب عدد أفراد الأسرة، وفق العامودي.

وذكر أنّ لاجئين فلسطينيين قادمين من سوريا، باتوا ملاحقين من الشرطة بسبب ذمم مالية لعجزهم عن سداد ما تراكم عليهم من ديون لأصحاب المساكن التي يقيمون بها، والمحلات التجارية التي يقصدونها لتوفير الطعام لأسرهم.

وطالب العامودي، وكالة "أونروا" بإعادة صرف بدل إيجار منازلهم، وتوفير فرص عمل دائمة لهم، ليتمكنوا من توفير لقمة كريمة لأسرهم وسداد ما تراكم عليهم من ديون.

وفي عام 2018، أوقفت وكالة "أونروا"، مخصصات مالية، كانت تدفع للاجئين القادمين من سوريا، كـ"بدل للإيجار"، بعد أن كانت تتكفل بدفع بدل الإيجار منذ عام 2012، بذريعة الأزمة المالية التي تعيشها الوكالة الأممية.

أوضاع صعبة

وعلى مقربة من العامودي، وقف رياض السندي (43 عامًا) الذي بات يندب حظه لعدم قدرته على سداد ما تراكم عليه من ديون لصاحب المنزل الذي يستأجره، والمحال التجارية التي يقترض منها لتوفير طعام لأسرته المكونة من 5 أفراد.

وقال السندي الذي كان يقيم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قبل عودته إلى قطاع غزة، لصحيفة "فلسطين": إن "أوضاعنا صعبة جدًا.. هربت أنا وأسرتي من الحرب في سوريا إلى الفقر في القطاع".

وأشار النازح، إلى أنه لم يجلب شيء من منزله في مخيم اليرموك، وكان همه حماية أسرته، وإيصالها إلى بر الأمان، مردفًا: "لكن لا أعلم أنّ الأوضاع صعبة جدًّا في القطاع وأن "أونروا" ستتخلى عنا".

وأكد السندي أنّ الأوضاع بغزة صعبة جدًا بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ 16 عامًا، والاعتداءات المتكررة التي تشنها قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى.

ودعا السندى، وكالة "أونروا" للوقوف إلى جانبهم وتقديم المساعدات الغذائية والمالية لهم، وتوفير مسكن ثابت يجنبهم الطرد المتكرر من المنازل المستأجرة التي لا يقدرون على توفير إيجارها.

بدل الإيجار

ولا يختلف الحال لتغريد الخوالدة، إذ تقول إنّ "اللاجئين الفارين من سوريا إلى القطاع، يعانون ظروفًا صعبة جدًّا، وعدم الاستقرار والإحساس بالأمان لعدم توفر مقومات الاستقرار من مسكن وفرص عمل".

وأضافت الخوالدة، لصحيفة "فلسطين": "إننا عشنا سنوات على أمل إيجاد حلول تنهي مشكلتنا، ولكن دون جدوى ولا نزال نعاني في القطاع".

اقرأ أيضًا: فلسطينيو سوريا في الأردن يطالبون "الأونروا" بمساعدة عاجلة

ولفت إلى أنّ "أونروا" تمارس مماطلة وتهميشًا في ملفهم، وترفض الاستجابة لمطالبهم، مشيرةً إلى أنّ النازحين من سوريا إلى القطاع، طرقوا كل الأبواب لحمايتهم، وتوفير السكن لهم، والقوت لأطفالهم فلم يُستجب لهم.

ودعت الخوالدة "أونروا" لإنهاء معاناتهم، وإعادة صرف بدل الإيجار التي أوقفتها عنهم، وتوفير سكن ضمن المشاريع التي يتم إقامتها بالقطاع، وتوفير فرص عمل لهم.