في خطوة تصعيدية من حكومة الاحتلال الفاشية، وعلى رأسها وزير الأمن القومي بن غفير، فقد أمر بإغلاق المخابز في سجني نفحة وكتسيعوت التي يديرها الأسرى، بزعم أنه من غير المتصور أن يحصلون على خبز جديد طازج، زاعمًا أن هذه الخطوة الاستفزازية تهدف إلى منع استفادتهم مما يعدها امتيازات داخل السجون، وتأكيد حرمانهم منها.
وعلى الرغم من أن جهاز الأمن الإسرائيلي يستعدّ لسيناريوهات التصعيد، بما في ذلك احتمال حدوث أعمال احتجاجات من الأسرى الفلسطينيين، فمن الواضح أن بن غفير لن يتوقف عن إجراء المزيد من التغييرات كجزء من سياسته التصعيدية الجديدة تجاه الأسرى، بما في ذلك إجراءات لم يوافق عليها جهاز الأمن العام- الشاباك حتى الآن، مثل نقل الأسرى إلى الزنازين، وإلغاء الشراء المركزي في الكانتين، وإلغاء شراء المنتجات من خارج السجن.
تتزامن هذه الخطوة التصعيدية تجاه الأسرى، مع ما تواجهه الأسيرات من ممارسات وحشية، بما في ذلك مصادرة متعلقاتهن، ونقلهن إلى زنازين منعزلة، وقطع اتصالاتهن بمحامياتهن في الخارج، وعزلهن، ومهاجمتهن، ما يعد إرهابًا منظمًا تمارسه إدارة سجون الاحتلال، في محاولة يائسة للتغطية على فشل الاحتلال الأمني والسياسي والعسكري، زاعمة أنها وضعت وحداتها في حالة تأهب؛ خوفًا من تطورات ميدانية قد تطرأ على السجون، حتى أن مستوى الاستعداد الآن بات من أعلى المستويات، تحسّبًا من تنفيذ عمليات طعن أو خطف ضد السجانين.
تؤكد الإجراءات الإسرائيلية الجديدة ضد الأسرى الفلسطينيين صحة التسريبات التي خرجت من دائرة بن غفير الضيقة، وتكشف عن خطته القمعية ضدهم، من إلغاء تقسيمات السجون إلى أقسام وغرف حسب الانتماء التنظيمي للأسرى، وإلغاء موقع المتحدث باسمهم، وحرمانهم من الوجبات الخاصة، ما أثار القلق لدى أجهزة أمن الاحتلال، لأن هذه المطالب التي يسعى إلى تنفيذها في سجون الاحتلال قد "ترتدّ" على النظام الأمني الإسرائيلي، الذي لا يخفي خشيته من ردود الفعل الفلسطينية على الأرض، سواء من الأسرى أنفسهم، أو ذويهم خارج السجون.
اللافت أن إجراءات بن غفير القمعية ضد الأسرى تحمل مخاوف أمنية لدى الاحتلال من احتمال حدوث رد فعل عنيف في الميدان، وتعتقد أنها كفيلة بإشعال النار في مدة زمنية سريعة في حال نُفذت، لأن ما لا يعرفه أن قضية الأسرى حساسة للغاية في الشارع الفلسطيني.
إن التقييم السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه إذا قبلت الحكومة هذه المطالب المستفزة لبن غفير، فقد تكون له عواقب فورية على الأرض، ولذلك حذرته المؤسسة العسكرية من هذه الخطط التي تشبه حبة "بطاطا ساخنة"، لأن الإضرار بأوضاع الأسرى قد يؤدي إلى إحراق المنطقة، وجولة قتال أخرى، وهو ما لا تريده، على الأقل حاليًا.