قبل أذان فجر الأحد الماضي، استيقظت لين مصطفى الشنار للاستعداد للتوجه برفقة والدتها نحو الحافلات المخصصة لنقل أهالي أسرى نابلس نحو "معبر الطيبة" الذي يفصل مدينة طولكرم عن الداخل المحتل، والشوق يرافقها أملًا بلقاء والدها وشقيقها اللذان غيبتهما سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد ساعات طويلة من عناء الانتظار، عبرت "لين 22 عامًا" ووالدتها الحاجز وما هي إلا دقائق حتى توقفت الحافلة فجأة بعد اتصال هاتفي بأحد المشرفين على الزيارة الذي أبلغهم بأن "هناك قرارًا إسرائيليًا بعدم وجود زيارة لوالدها وشقيقها" إلى جانب عدد آخر من الأسرى.
نزلت "لين" ووالدتها من الحافلة والحزن يملأ قلبيهما واستقلّا مركبة للعودة إلى ذات الحاجز ومن ثم العودة إلى منزلهم.
وذكرت "لين" أن المنع الإسرائيلي من الزيارة يحول دون تمكنها من زيارة والدها وشقيقها "منتصر" عدة أسابيع وأشهر طويلة.
وجددت محكمة "سالم" العسكرية، مؤخرًا، الاعتقال الإداري بحق الأسير مصطفى الشنار مدة 6 أشهر جديدة، علمًا بأنه معتقل منذ منتصف 2022م.
والشنار هو أحد المرشحين ضمن قائمة "القدس موعدنا" لخوض الانتخابات التشريعية التي عطّل رئيس السلطة محمود عباس إجراءها في إبريل/ نيسان 2021م.
وتطرقت الشنار لمسيرة طويلة من الاعتقال لوالدها التي بدأت في 1993 لمدة شهرين ثم أعيد اعتقاله للمرة الثانية في 2006 واستمر 10 أشهر في الاعتقال الإداري دون توجيه أي تهمة ثم الاعتقال الثالث في 2007 وجددت سلطات الاحتلال اعتقاله إداريًا 6 مرات، وأفرج عنه في نوفمبر 2009م.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الأب بحسب ابنته، عام 2013 وأصيب داخل سجونها بـنوبتين قلبيتين حادتين منفصلتين في سجن "مجدو" نُقل في إثرها إلى عيادة السجن قبل نقله إلى مستشفى "العفولة" للعلاج.
والشنار من مواليد 1962 حاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع، وعمل مدرسًا ومرشدًا اجتماعيًا في العديد من مدارس الأردن ثم محاضرًا في جامعتي القدس المفتوحة والنجاح.
ونبهت "لين" إلى أن شقيقها "منتصر" معتقل منذ 1 سبتمبر/ أيلول 2022 قبل أن تحوله محكمة الاحتلال للاعتقال الإداري، مشيرة إلى أن الاعتقالات المتكررة لشقيقها تحول دون إكمال دراسته الجامعية واستقراره الأُسري.
خطط قمعية
وعدت الناطقة الإعلامية باسم مركز دراسات أسرى فلسطين أمينة الطويل، الإجراءات التعسفية بحق عائلة الشنار وغيرها من عائلات الأسرى ليست بالجديد وتنم عن العقلية الإجرامية العنصرية التي تتمتع بها حكومة الاحتلال وإدارة السجون.
وذكرت الطويل في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن ما تفعله إدارة السجون يندرج ضمن سياسة خلط الأوراق التي يسعى لتطبيقها "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير" التي تستهدف كل ما هو فلسطيني في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل والأسرى.
وأوضحت أن إدارة السجون قمعت عددًا من أقسام الأسرى وفرضت عليهم إجراءات عقابية بدعوى احتفالهم بعملية القدس الفدائية الجمعة الماضية.
وشدد الطويل على ضرورة التفاعل الجماهيري الفلسطيني إسنادًا للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.