حذّر تقرير دولي اليوم الأربعاء من أنّ معركة خلافة رئيس السلطة محمود عباس البالغ 87 عامًا قد تتسبّب بـ"احتجاجات شعبية وقمع وعنف، وربّما انهيار السلطة الفلسطينية".
وأتى نشر تقرير مجموعة الأزمات الدولية ومقرّها في بروكسل غداة مباحثات ضمّت الثلاثاء في رام الله بالضفة الغربية المحتلة عبّاس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي طالب (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية بخفض التصعيد.
وتسري في الشارع الفلسطيني تكهُّنات حول هوية خلف عباس الذي ترأّس السلطة الفلسطينية في 2005 لولاية كان يفترض أن تنتهي في 2009.
ورأى التقرير أنّ إجراء "انتخابات وفق أسس قانونية" يعتبر أفضل سيناريو لكن يبقى هذا الاحتمال "الأقلّ ترجيحًا".
وبعد وفاة ياسر عرفات في أواخر 2004، ترأّس عباس حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وانتُخب في كانون الثاني/يناير 2005 رئيسًا للسلطة الفلسطينية.
وأشار التقرير إلى أنّ عباس "أفرغ المؤسسات والآليات الفلسطينية من مهامها فيما هي مخولة اتخاذ قرار بشأن من سيخلفه"، لذا أصبح "من غير الواضح من سيخلفه وبأيّ طريقة سيتم ذلك".
ولم يتوجّه الفلسطينيون إلى صناديق الاقتراع منذ 2005 أي منذ ترأّس عباس السلطة.
اقرأ أيضًا: وثائق اغتيال عرفات تؤجّج صراعات على السلطة لخلافة عباس
وبعدما أعلن عن تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في 2021، عاد عباس عن هذا القرار مبرّرًا ذلك برفض (إسرائيل) السماح بإجرائها في شرق القدس التي تحتلها منذ العام 1967 ويعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وعزا محللون خطوة عباس إلى خشيته من تراجع شعبية حركة فتح التي يتزعّمها وتصدُّر حركة حماس التي تحكم قطاع غزة.
وأورد التقرير اسمَي مسؤولَين فلسطينيَّين مُرشَّحين محتملَين لخلافة عباس هما وزير الشؤون المدنية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية ماجد فرج.
ورغم تمتُّع الرجلين بثقل كبير في السلطة الفلسطينية وقدرتهما على العمل مع المجتمع الدولي، إلا أنّ التقرير أشار إلى عدم تمتُّعهما بشعبية كافية في صفوف الفلسطينيين.
وذكر التقرير أيضًا كلًّا من رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق محمد دحلان الذي انتقل للإقامة في الإمارات منذ خلافه مع عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية.
ورأى التقرير أنّ لكلّ "من هؤلاء شبكة علاقات خاصة" ومع ذلك رأى أنّ أيًّا منهم لا "يستطيع العمل بمفرده".