هرول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استقبال عائلة الجندي "أفرها منغستو" الأسير لدى كتائب القسام، بمكتبه في القدس المحتلة، في محاولة للملمة أوراقه التي بعثرها عرض مقطع فيديو للجندي الأسير وهو يطالب دولته المزعومة بالعمل على إطلاق سراحه.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن نتنياهو استقبل أمس والدة الجندي الأسير "منغستو"، في لقاء هو الأول من نوعه، منذ تشكيل حكومته اليمينية المتطرفة في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
اقرأ أيضاً: من هو الجندي الإسرائيلي الأسير أبراهام منغستو؟
وفي 16 يناير/ كانون الثاني الجاري، كانت كتائب القسام قد أظهرت في فيديو مصور للجندي "منغستو" فشل الاحتلال ومؤسسته الأمنية وكذبه على مجتمعه، وتساءل الجندي فيه عن موعد تحرك حكومته لإطلاق سراحه ورفاقه الجنود الأسرى، قائلًا: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم، أين دولة وشعب (إسرائيل) من مصيرنا؟".
وبعد يومين من بث الفيديو، التقى السكرتير العسكري لرئيس الوزراء "آفي غيل" عائلة الجندي "منغستو"، الأسير منذ نحو 9 أعوام.
الهيبة المفقودة
ورأى المختص في شؤون الأسرى مصطفى مسلماني أن نتنياهو أراد إيصال رسالة طمأنة لعائلة "منغستو" ومجتمعه الإسرائيلي بأنه يهتم بملف جنوده الأسرى خلافًا عن حكومات الاحتلال السابقة التي لم توليه أي اهتمام.
وأضاف مسلماني لصحيفة "فلسطين" أن نتنياهو أيضًا يحاول استعادة هيبته التي سقطت مع نشر "القسام" فيديو الجندي "منغستو" وهو يطالب دولته المزعومة بالعمل على إطلاق سراحه، منبهًا إلى أن نتنياهو يعلم جيدًا أنه لا خيار أمامه سوى الرضوخ لمطالب المقاومة والعمل على إبرام صفقة تبادل.
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور إن فيديو "منغستو" أعاد ملف جنود الاحتلال الأسرى إلى الطاولة، بعد الحرج الذي تعرضت له حكومات الاحتلال في إثر إعلانها مرارًا عدم وجود جنود أحياء لدى المقاومة.
اقرأ أيضاً: بالفيديو "القسام" تعرض فيديو لأسير الاحتلال "منغستو"
و"منغستو" واحد من 4 جنود إسرائيليين تحتفظ بهم كتائب القسام، منهم جنديان أسرتهما في العدوان على غزة صيف 2014، وآخران أُسرا في ظروف مجهولة.
ولفت منصور في حديث لـ"فلسطين" إلى أن نشر الفيديو أثار تساؤلات بشأن مستقبل "منغستو" وزملائه الأسرى، وأظهر عدم جدية الاحتلال في التعاطي مع ملفهم الذي بات يمثل ضغطًا على حكومة نتنياهو، وجعل الجميع في حالة ترقب لمصير الجنود الأسرى لدى المقاومة.
وأضاف أن الاحتلال فشل طوال السنوات الماضية في إخفاء ملف جنوده الأسرى وتجنب إثارته، لعدم استعداده دفع ثمن باهظ بالرضوخ لمطالب المقاومة، عادًا الإعلام العبري متواطئًا مع حكومته لتجنب الحرج في هذا الملف.
عنصرية إسرائيلية
وتوقع المختص بالشأن الإسرائيلي علي الأعور رضوخ الاحتلال لمطالب "القسام" بالذهاب إلى إبرام صفقة تبادل أسرى، معتبرًا تصريح الجندي في الفيديو بقوله: "أنا ورفاقي"، يشير إلى وجود جنود أسرى آخرين أحياء لدى المقاومة، بعكس مزاعم الاحتلال بأن ما في جعبتها جثث وأشلاء.
ورأى الأعور في حديث لـ"فلسطين" أن فيديو "منغستو" خلط أوراق جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" وجعله يعيد النظر بالملف مجددًا ويضعه على طاولة البحث للعمل على إعادتهم، كما أحدث ردة فعل قوية على المستويين الرسمي الإسرائيلي للتعامل مع الملف بجدية، ومثل ضغطًا على حكومة نتنياهو لإدارة الملف.
وأشار إلى أن نتنياهو يمتلك القوة السياسية التي لم تكن تمتلكها حكومة "بنيت- لابيد" السابقة، لإدارة الملف والتوصل إلى صفقة تبادل، مرجعًا أسباب تأخر إبرامها إلى عدم وجود ضغط جدي على حكومة الاحتلال التي تمارس سياسة تمييز عنصري بين جنودها.
ودلل على عنصرية الاحتلال باهتمامه بالجندي الذي كان أسيرًا لدى القسام جلعاد شاليط، لكونه يمثل شريحة "الأشكنازيم" الغربيين، ويحمل الجنسية الفرنسية، أما "منغستو" فيمثل طبقة اليهود الإثيوبيين الذين لا قيمة لهم.