في (تل أبيب) غضب غير مسبوق من روسيا، الغضب بسبب أن روسيا لم تُدن عملية القدس الفدائية، وبالطبع روسيا لم تؤيد العملية، ولكن ربطتها بمجزرة جنين، في موقف متوازن، يدعو الطرفان إلى ضبط النفس، تل أبيب اعتادت على الإدانة الصريحة من روسيا كما من أميركا والاتحاد الأوربي، في هذه المرة خالفت روسيا المعتاد وتوقعات تل أبيب، والسبب معروف جيدًا لدى (تل أبيب).
روسيا تقول لـ(تل أبيب) لا يمكنكم تأييد أوكرانيا ودعمها بالسلاح والمتطوعين، والاصطفاف مع أميركا ضدنا، ثم تحوزون رضانا وتأييدنا، المشهد الدولي تغير كثيرًا، وقد نبهكم لافروف منذ مدة حين قال: إن الدماء اليهودية كانت تجري في شرايين هتلر، قول لافروف لم يردعكم، ولم يعد لكم التوازن المطلوب روسيًا.
اقرأ أيضاً: عمليات بطولية متواصلة.. القدس تُضمّد جراح أهالي شهداء جنين
روسيا بهذا الموقف الذي ربط بين مجزرة جنين وانتقام القدس تقدم خطوة على نجيب سويرس الذي وصف الانتقام بالعمل الإرهابي، وتقدم على بعض المواقف العربية التي وصفت انتقام علقم بالإرهاب، لست أدري لماذا لم تقف بعض الحكومات العربية موقف روسيا، بل لماذا لا تتفوق على روسيا وتنتصر لجنين والقدس، وانتقام رجل القدس، وهي تجتمع مع القدس في الإسلام والعروبة، وما يخدم مصالحها هو تأييد كل عمل يساعد على إخراج الاحتلال من القدس وجنين ونابلس وغيرها.
الموقف الروسي أغضب (تل أبيب)، والموقف العربي لبعض حكومات العرب أفرح تل أبيب وأراح نتنياهو. روسيا تريد جباية ثمن من تل أبيب بموقفها هذا، فما الثمن الذي تود جبايته الحكومات العربية التي أدانت الانتقام والدفاع عن النفس؟.
إن زوال الاحتلال من القدس والضفة يخدم كل الدول العربية، وكل الشعوب العربية، ولا شك في هذه الحقيقة، ولكنه قد لا يخدم روسيا، فما لكم كيف تحكمون؟ وكيف تجهلون مصالحكم ومصالح شعوبكم؟ أدعوكم لمواقف أفضل تساعد أهل جنين والقدس على احترامكم.