توقع مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة" مهند كراجة، أمس، أن تلجأ المحكمة العسكرية التابعة للسلطة في رام الله، إلى تبرئة قتلة مرشح قائمة "الحرية والكرامة" الانتخابية المعارض السياسي نزار بنات.

وأضاف كراجة في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن هذه المعطيات تدلل عليها إجراءات محاكمة القتلة المفرج عنهم.

ويُتهم 14 من مرتبات جهاز الأمن الوقائي في اغتيال الراحل بنات بعد اعتقاله من منزل تملكه العائلة في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً: "كراجة": السلطة تواصل اعتقال 13 مواطنًا على خلفية مسيرة نابلس السلمية

وأشار كراجة إلى أن المحكمة العسكرية الخاصة في رام الله، عقدت جلسة للمتهمين، أمس، مضيفًا: "بناءً على المعطيات التي لدي؛ أتوقع أن المتهمين سيحصلون على البراءة، وأن قرار المحكمة سيخرج بنتيجة أن الوفاة طبيعية".

وبيّن أن جلسة المحاكمة حضرتها الهيئة الحاكمة كاملة، والمتهمون ووكيلهم، وممثل النيابة العسكرية.

وأشار كراجة إلى أن إجراءات التقاضي خلال جلسة المحاكمة شملت تقديم وكيل الدفاع عن المتهمين باغتيال نزار، بينته الدفاعية ممثلة برئيس قسم الطب الشرعي في أحد مستشفيات الأردن "ع. ع"، وادعى في تقريره الذي أعده للمحكمة أن سبب وفاة نزار "يعود إلى هبوط في القلب وجهاز التنفس".

وأضاف الطبيب الأردني: أن "سبب الوفاة هي الحالة الصحية التي كان يعاني منها"، وعلَّق أيضًا على تقرير الطب الشرعي بقوله: "ما توصلوا إليه من نتيجة وفاة هو ليس صحيحًا"، وادعى بقوله أيضًا "لم يستطيعوا (أطباء الطب الشرعي) التمييز بين الزرقة الرمية (استقرار الدم في الجزء السفلي المتدلي من الجسد) والكدمات".

وادعى كذلك الطبيب (ع. ع) أنه اعتمد على تقرير الطب الشرعي، وملف نزار بنات الطبي قبل استشهاده، بالإضافة إلى بعض الأوراق والملفات التي استلمها من المحكمة لإعداد تقريره.

وبينت "محامون من أجل العدالة"، أن النيابة اعترضت على إبراز التقرير الطبي للطبيب الأردني، معتبرةً أنه إنشائي ومكتبي، ولم يعتمد على الكشف والمعاينة والتشريح، وأن التقارير المعتمدة يجب أن تكون صادرة من الجهات المختصة.

وخلال جلسة المحاكمة، أبدى مراقب "محامون من أجل العدالة" بعض الملاحظات، تمثلت في التفاف الطبيب الأردني على بعض أسئلة المحكمة والنيابة والإجابة عنها بالعموميات، وتدخل وكيل الدفاع بإضافة بعض الكلمات أو العبارات لإجابات الطبيب، ووجود بعض المصطلحات في تقريره الذي عاد وأكد إما أنها خاطئة وإما غير موجودة في القاموس الطبي مثل مصطلح "الصدمة الرضحية".

اقرأ أيضاً: عائلة المغدور نزار بنات تنتظر بدء تحقيق الجنايات الدولية باغتياله

وبعد أن رفعت الجلسة لمدة 10 دقائق، قال الطبيب الأردني: إن "مصطلح الصدمة الرضحية يوجد فقط بالرأس وليس ببقية الجسم، وهو لا ينطبق على حالة نزار، وينطبق عليه الكدمات في الرأس".

وقرر قاضي الجلسة تأجيل جلسة المحاكمة إلى 26 شباط/ فبراير المقبل، لإتاحة الفرصة أمام وكيل الدفاع ليقرر فيما إذا كان يرغب بتقديم بينات إضافية أم لا.

وكانت عائلة الراحل بنات أكدت لـ"فلسطين" مؤخرًا أنها تنتظر بدء محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إجراءات التحقيق مع السلطة في رام الله ورئاستها باغتيال نجلها يوم 24 يونيو/ حزيران 2021.

وتوقع غسان بنات شقيق نزار بدء المحكمة الدولية إجراءات التحقيق خلال مارس/ آذار أو أبريل/ نيسان 2023؛ استجابة للدعوى القضائية التي قدمتها العائلة ضد السلطة ورئاستها في محكمة الجنايات من خلال محامٍ دولي.