لم يتوقف صراع الأدمغة والعقول بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وأجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، فقد حصلت كتائب الشهيد عز الدين القسام على معلومات أمنية، وأفشلت مخططات كان الاحتلال ينوي تنفيذها في قطاع غزة.
وتتوالى الضربات الموجعة التي توجهها كتائب القسام لمنظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية يومًا بعد آخر، كان آخرها إعلانها السيطرة على حوامة إسرائيلية في العدوان الأخير على قطاع غزة فجر الجمعة الماضية.
اقرأ أيضاً: تفاصيل إسقاط الاحتلال "حوامة" شمال فلسطين المحتلة
وقالت القسام تحت بند "سُمح بالنشر": إن مهندسيها تمكنوا من التعامل مع الحوامة واستخراج معلوماتٍ مهمةٍ وحساسةٍ تخص قوات الاحتلال، وهو ما عده مراقبون "ضربة أمنية وعسكرية قوية للاحتلال".
صراع الأدمغة
يقول أستاذ العلوم الإستراتيجية والأمنية د. هشام مغاري إن سيطرة القسام على الحوامة تندرج في إطار صراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال، خاصة أن مهمتها "استخبارية".
وأوضح مغاري لصحيفة "فلسطين"، أن قدرة القسام على الاستحواذ على الحوامة تعني أنها أصبحت لديها معلومات مهمة على أكثر من صعيد سواء بالتسجيلات التي تحملها في أثناء وجودها في أجواء غزة أو التقنية التي تعمل بها.
وبيّن أن القسام استطاعت أن تضع يدها على معلومات أمنية وعسكرية مهمة، متوقعاً أن يلجأ الاحتلال لإعادة النظر في آليات عمل هذه الحوامات، خشية اختراقها مرّة أخرى من القسام.
ورأى أن الاحتلال تلقى ضربة قوية وموجعة من القسام، مشيراً إلى أن وجود الحوامة في أيدي القسام قد يساعده على بناء خطة سيبرانية لاختراق مثل هذه الحوامات حتى دون إسقاطها على الأرض.
ولفت مغاري، إلى أن "جهود القسام مستمرة في صراع الأدمغة، وذلك من خلال رفع التقنية ومستوى الخبرات البشرية، ما سيساعدها على تحقيق المزيد من النجاحات".
صدمة للاحتلال
من جهته، رأى المختص في الشأن الأمني أيمن الرفاتي، أن كتائب القسام تعمل على تطوير قدراتها الأمنية والعسكرية في مواجهة الأدوات التي يحاول الاحتلال من خلالها تنفيذ المهام العسكرية والأمنية ومن بينها سلاح الطيران.
ويعتقد الرفاتي أن القسام باتت تمتلك من الأدوات ما يمكنها من مواجهة سلاح الطيران المُسير المستخدم من الاحتلال وخاصة الذي يطير على ارتفاعات منخفضة.
وذكر أن استيلاء القسام على الحوامة يُوحي بأنه بات بإمكانها إسقاط الطائرات المسيرة الصغيرة وإفشال العمل الأمني والعسكري للاحتلال، معتبراً ذلك دليلاً على أن عقول القسام لا تزال تبدع وتجتهد لتطور أدواتها في مواجهة الاحتلال.
وبحسب الرفاتي، فإن هذه الخطوة تضع المقاومة أمام مرحلة جديدة تكون من خلالها قادرة على تقليص الفجوة في القدرات بينها وبين الاحتلال.
اقرأ أيضاً: جيش الاحتلال يعلن سقوط حوامة شمال قطاع غزة
وبيّن أن الاستيلاء على الحوامة شكّل صدمة للاحتلال الذي لم يكن يتوقع أن تكون المقاومة قادرة على الاستيلاء على الطائرات المسيرة، وخاصة أن ما كشفته القسام يثبت أنها أنزلت الطائرة دون إطلاق النار عليها.
وبين أن الاستيلاء على الحوامة "جزء من صراع العقول بين المقاومة والاحتلال"، مضيفاً: "كل أداة يبتكرها الاحتلال تحاول المقاومة صناعة مضادات لها وإبطالها".
وأشار إلى أن المقاومة طوّرت خلال السنوات الماضية سلاح السايبر الذي يتعامل مع قضية الاختراقات والأجهزة الإلكترونية.
وختم حديثه: "إسقاط هذه الطائرة يشير إلى أن المقاومة قد تستطيع أن تعلم كل شيء عن الاحتلال، ما يعني أنها تكون قد صنعت مشكلة جديدة له".
تجدر الإشارة إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديداً بعد معركة "سيف القدس" عام 2021، إسقاط العديد من الطائرات المُسيرة التي تجوب أجواء قطاع غزة للتجسس ومراقبة أعمال المقاومة.