لا ينتمي لأي من الفصائل الفلسطينية، المرحوم خيري علقم عمل بمفرده. فلماذا عمل بمفرده؟، ولماذا اختار هدفه من المستوطنين المتطرفين؟ الجواب كشفت عنه الصحف العبرية والتحقيقات، فقالت: يبدو أنه أراد الانتقام لجده خيري الذي يحمل اسمه، إذ استشهد جده قبل سنوات طعنًا على يد أحد المستوطنين المتطرفين، الصحف العبرية تريد أن تقول: إن عملية القدس هي عملية تقوم على الانتقام والثأر ممن قتلوا الجد، وهذا يقتضي أن يكون المرحوم قد خطط لهذه العملية منذ مدة، حتى سنحت له فرصة الانتقام والثأر فنفذ ما خطط له دون أن يلتفت لشيء وراءه.
إذا كان المرحوم قد انتقم لاستشهاد جده، فإن جلّ الشعب الفلسطيني له ثأر عند المحتلين الإسرائيليين، وهم يحدثون أنفسهم بالانتقام والثأر، وهذا الحديث يكبر ويكبر حتى يجد له متنفسًا في عملية فدائية فردية، وعليه ربما تتكرر عمليات الثأر من أفراد لا ينتمون لفصائل مقاومة، وعلى قادة العدو أن يستخلصوا العبر، وأن يبتعدوا عن قتل الأبرياء، وعليهم قراءة العربي وشخصيته وثقافته حين تتجلى بعيدًا عن المصالح الدنيوية، وثقافة التخابر والعمالة.
من يقتل الفلسطيني كما يدعو بن غفير وغيره من القتلة عليهم أن يتوقعوا ردود فعل قاتلة تكون انتقامًا وثأرًا، ومن يحتل أرضا وشعبا ويسرق وطنه وحريته عليه أن يتحمل تبعات هذا الاحتلال، إذا لا يمكن سرقة الوطن من أهله دون مواجهة مقاومة نشطة من السكان المظلومين، فالوطن كالأب والجد يجد لا محالة من ينتقم له، ومن يناضل حتى تحريره أو الشهادة دونه.
لقد أنشأ الاحتلال في كل بيت فلسطيني عزاء، ولكل عزاء شرة، وشرة الفلسطيني تكون انتقامًا ممن أحزنه، وأسكن العزاء بيته، ولو فقه المحتل الواقع دون غرور القوة لعجل بإقامة الدولة الفلسطينية، ولكن غرور القوة يحمله على الجهل واستجلاب المقاومة الفصائلية والفردية، حتى التحرير وقيام الدولة المستقلة، حكومة الاحتلال تتحمل المسئولية الكاملة عن مجزرة جنين، وعن عملية القدس الانتقامية، ولا نقاش في هذه المسئولية البتة.