فلسطين أون لاين

تقرير استهداف أهالي منفذي العمليات.. فشل أمني وسياسي إسرائيلي

...
استهداف أهالي منفذي العمليات.. فشل أمني وسياسي إسرائيلي
رام الله- غزة/ نور الدين صالح:

تسابق حكومة المستوطنين الفاشية العنصرية الزمن؛ من أجل فرض سلسلة من "الإجراءات العقابية" ضد عائلات منفذي العمليات الفدائية، في محاولة من هذه الحكومة لتجميل وجهها أمام الجمهور الإسرائيلي، الذي بات لا يأمن على حياته.

وفي أعقاب العملية البطولية التي نفّذها المقدسي خيري علقم وأسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وجرح 10 آخرين مساء الجمعة، أعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) سلسلة من الإجراءات العقابية بحقّ عائلته ومنفذ العملية الأخرى.

اقرأ أيضًا: "حماس": قرارات الاحتلال ضد منفذي العمليات تعكس عجزه

وبحسب وسائل إعلام عبرية قرر (الكابينيت) إغلاق منزل منفذ عائلة "علقم" على الفور تمهيدًا لهدمه، وحرمان عائلات منفذي العمليات من الحقّ في "التأمين"، والحرمان من منح بطاقات الهوية الخاصة بسكان القدس لعائلات منفذي العمليات.

وقالت هدى جرار والدة الشهيد إبراهيم النابلسي: إنّ الاحتلال يقرُّ هذه العقوبات بحق أهالي الشهداء في محاولة لفرض العقاب الجماعي ضد الأهالي، وإجبار الشباب الثائر على التراجع عن خيار المقاومة من ناحية أخرى.

وشددت جرار في حديثها لصحيفة "فلسطين" على أنّ "الاحتلال لن يُحقّق ما يصبو إليه، فهذه عقيدة راسخة لدى شعبنا بضرورة تحرير فلسطين".

وجددت اعتزاز أهالي الشهداء بأبنائهم الذين سجلوا محطات عزٍّ وفخرٍ في العمل النضالي غير آبهين بسياسات الاحتلال وعقوباته الجماعية.

وأكدت جرار أنّ مثل هذه الإجراءات تزيد من عزيمة وإصرار الشباب الفلسطيني على مواصلة مقاومة الاحتلال بمختلف الوسائل المتاحة لديهم، "لأنّ همهم الوحيد تحرير الأقصى وفلسطين".

فشل أمني

وعد المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان إجراءات (الكابينيت) دليلًا عن الفشل الأمني المباشر في معالجة عمليات المقاومة، الأمر الذي يدفعه إلى العقوبات الجماعية.

وفي حديثه مع "فلسطين"، استبعد أبو علان، أن تتسبب هذه الإجراءات في ردع المقاومة أو توقفها، قائلًا: "الاحتلال منذ عام 1948 يحاول كسر شوكة المقاومة، لكنه فشل فشلًا ذريعًا".

وأكد أنّ وتيرة المقاومة آخذة بالتصاعد عامًا بعد آخر، ولفت إلى أنّ الإجراءات ضد أهالي الشهداء تأتي بنتائج عكسية على الاحتلال، مستدلًا بتوقيت عملية القدس التي جاءت بعد أقل من 24 ساعة على اقتحام جنين وارتقاء 9 شهداء.

وعدّ خطوة تسليح المستوطنين في الضفة "قفزة في الهواء" يُراد منها إيصال رسالة إلى "المجتمع الإسرائيلي" أنّ الاحتلال يتخذ خطوات لحفظ الأمن، مستدركًا "لكن في كل مرّة تزداد وتيرة عمليات المقاومة بشكل أقوى.

وبحسب رأي أبو علان فإنّ هذه الإجراءات التي اتخذها الاحتلال هي "مؤشر على أنه لا يوجد حلٌّ عسكري أو أمني لمواجهة المقاومة"، مشددًا أنّ المقاومة لن تتوقف دون أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.

اقرأ أيضًا: عمليات بطولية متواصلة.. القدس تُضمّد جراح أهالي شهداء جنين

من ناحيته، قال المحلل السياسي عدنان الصباح: إنّ عملية القدس أصابت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بحالة من الإرباك الشديد، خاصة أنها جاءت بعد وعودات من حكومة المتطرفين بأنها "ستجلب لهم الأمن والأمان".

وأضاف الصباح لـ"فلسطين" أنّ حكومة الاحتلال تفاجأت بقوّة العملية الأولى الفدائية، والتي جاءت ردًّا على جريمة جنين وارتقاء الشهداء بعد أقل من يوم.

وأوضح أنّ أعدادًا كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت جنين، لتنفيذ عملية عسكرية أدت إلى ارتقاء 9 شهداء، في المقابل شاب فلسطيني وحده نفّذ عملية بطولية أوقعت 7 قتلى مستوطنين، الأمر الذي أربك حسابات الاحتلال.

وتابع: الشباب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه وسيواصل مقاومته للاحتلال بكلّ الأدوات المتاحة لديه، واصفًا الاحتلال ومستوطنيه بأنهم "عصابة فاشية تسعى إلى تحقيق أهداف شخصية".

وشدّد الصباح على أنّ "نتائج هذه الإجراءات سترتد على الاحتلال وقيادته مع وجود مقاومة فلسطينية قوية".