في أمثال العرب ما يشرح حالنا، وحال الصراع مع أعدائنا، ولا سيما في مجزرة جنين، والرد الفلسطيني عليها في القدس.
المثل العربي يقول: (لا يفلُّ الحديد غير الحديد)، ويقول: الحديد بالحديد يفلَحُ، ويقول: القتل أنفى للقتل.
قوات دولة الاحتلال أقامت مجزرة في جنين، وقتلت بدم بارد (9) مواطنين، وأصابت آخرين، وانسحبت بعد الجريمة فرحة بسفك دماء شباب جنين، وهددت بمزيد من عمليات القتل، ولم تلتفت إلى الانتقادات الفلسطينية والعربية، وفرحت بصمت المجتمع الدولي، وتفهُّم البيت الأبيض للمجزرة!
لقد غفلت حكومة الاحتلال عن الفكر الكامن في النفس العربية، وهو الفكر الذي تلخصه الأمثال آنفة الذكر.
إذا أردت أن توقف قتل العدو لأبناء شعبك، فإن قتل العدو قصاص وانتقام قد يمنع العدو من قتل أبنائك مرة ثانية، وإذا أردت أن تردع عدوك، وتمنع ولوغه في دم شعبك فعليك بالحديد، أي بالقوة القادرة على صدم وصد قوته، لأن الحديد بالحديد يفلح، ولا يفلح الاستجداء والاستغاثة والصراخ مع عدو يضربك بحديد القوة الغاشمة.
كانت مجزرة مخيم جنين مجزرة رهيبة، أحزنت الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج، ولم يجد الفلسطيني من يغيثه أو يضمد جراحه، ولما أفاق الفلسطيني من حزنه، لأن المصاب بجنين جلل، قرر مضطرًا الانتقام والقصاص، (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)، وهنا انطلق ابن القدس رحمه الله إلى العمل بمقتضى الآية، فقتل من رجال العدو المستوطنين سبعة، وأصاب آخرين بحسب تصريحات العدو، ونال الرجل الشهادة، ولا نزكيه على الله، وأذهب الله بعمله الأحزان من قلوب سكان جنين، وغيرها من بلداتنا الرازحة تحت نير الاحتلال.
خلاصة ما تقدم من فعل ورد فعل، سيجعل العدو يفكر ألف مرة قبل أن يرتكب مجزرة مثل مجزرة جنين، وإذا تحقق هذا التوقع يكون الفلسطيني قد تقدم خطوات على طريق الردع، وكبح جماح من ينادون: الموت للعرب، وعلى رجال السلطة قراءة قرآننا، وأمثالنا قراءة من يبحث عن الفائدة والعبرة، فاعتبروا يا أولي الأبصار.