في أعقاب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في جنين، وبعد ارتقاء 10 شهداء، وعشرات الجرحى، خرجت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، لتؤكد أن الولايات المتحدة تعارض تعليق السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع الاحتلال، وكذلك تعتقد أنه لا يوجد أي فائدة أو مغزى من المناشدات الفلسطينية للمنظمات الدولية.
أي فلسطيني يشعر بالاشمئزاز من الموقف الأمريكي المنحاز تمامًا إلى دولة الاحتلال (إسرائيل)، باربرا ليف أو أي مسؤول في الإدارة الأمريكية لم يشجب أو يستنكر الجريمة النكراء التي ارتكبها جيش الاحتلال، بل على العكس سارعت باربرا إلى معارضة تعليق التنسيق الأمني من الجانب الفلسطيني، على الرغم من أننا لا نعول كثيرًا على التمسك بالموقف الفلسطيني، وقد ينهار في أي لحظة قريبة، مع تمنياتنا بأن يستمر هذه المرة، وكذلك عارضت الإدارة الأمريكية مناشدة المنظمات الدولية، وكأنهم يقولون لنا: موتوا بصمت وهدوء وإلا، وإلا ماذا؟ إلى متى ستدرك السلطة الفلسطينية أن أمريكا فعلًا العدو الأول إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي؟ إلى متى ستظل متعلقة بحبال الوهم والآمال الكاذبة التي تربطها بالمجتمع الدولي وما يسمى بالقوى العظمى؟
بعيدًا عن الموقف الأمريكي الوقح، لاحظنا وبشكل غير مسبوق تدخل دولي وإقليمي فوري من أجل استعادة الهدوء وضبط النفس في المنطقة، وأنا على ثقة تامة بأن الاتصالات لم تهدأ حتى كتابة هذه السطور بين الوسطاء وبين فصائل المقاومة، وخاصة قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس في الداخل والخارج؛ طلبًا لضبط النفس وتهدئة الأوضاع، ومنعًا لاندلاع جولة جديدة استكمالًا لمعركة سيف القدس، وهذا أمر لم يحدث حتى في الحروب السابقة، إذ إن التدخلات الخارجية والعربية تأتي متأخرة بضعة أيام من وقت اندلاعها، ولكن هذا يعكس الخوف الشديد لدى الاحتلال الإسرائيلي، وما أكد مخاوفهم هو صدق تهديدات المقاومة وما أورده الإعلام العبري عن دوي صفارات الإنذار في مستوطنات محاذية للقطاع، إلى جانب التأكيد من قادة فصائل المقاومة وبدون استثناء أنهم مستعدون للحرب أكثر من أي وقت مضى، وأن يد المقاومة على الزناد كما قال القيادي في حركة حماس صالح العاروري.
ختامًا أوجه نصيحة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائلها، وقادتها: عليكم بالمصالحة وفورًا مع إخوانكم في حركة المقاومة الاسلامية حماس، ولا بد من دراسة نتائج معركة سيف القدس التي نقلت الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية من حالة المقاومة المترددة إلى المتقدمة، وما تأثير ذلك على وزن المنظمة في الشارع الفلسطيني، وما الذي يمكن أن يتغير في حال استئناف معركة سيف القدس وتكبد الاحتلال خسائر أكبر بكثير من الجولة الأولى؟ المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني الآن، قد تخدم منظمة التحرير أكثر مما تخدم أي طرف آخر، وهي بكل تأكيد لصالح شعبنا الفلسطيني وقضيته، ولا بد من وضعها على قمة الأولويات الفلسطينية دون تردد؛ حتى إنجازها بشكل نموذجي.