كشفت تنسيقية محاربة الإسلاموفوبيا في أوروبا عن أرقام صادمة في تقريرها السنوي الذي يتعلق بانتشار ظاهرة كراهية الإسلام في مختلف الدول الأوروبية عامة وفرنسا خاصة.
وذكرت التنسيقية في مقدمة التقرير أن الأرقام التي عرضتها لا تعكس حقيقة الواقع الذي يعيشه المسلمون في دول أوروبا مع وجود هوة كبيرة بين التقارير الرسمية وموجات الإسلاموفوبيا التي أخذت في الارتفاع على نحو كبير في السنة الأخيرة.
وسجلت التنسيقية 467 حادثة تتعلق بالعنصرية، و128 حادثة تتعلق بالكراهية والاستفزاز، و71 حادثة تتعلق بالإهانات، و59 حادثة تتعلق بالتحرش الأخلاقي، و44 حادثة تتعلق بالتشهير، و27 حادثة لها صلة بالاعتداءات الجسدية، و33 حادثة مرتبطة بقانون مكافحة الانفصالية.
وتُعدّ المدارس -حسب التقرير- تربة خصبة لانتشار مظاهر الإسلاموفوبيا حيث تم رصد 115 تقريرا فرعيا بالتعليم الثانوي و34 تقريرا للتعليم الابتدائي و19 للتعليم العالي.
بينما كان نصيب التقارير المتعلقة بملابس الفتيات 83، وهو ما يعكس مدى اتساع التحرش الأخلاقي والجنسي الذي يتعرض له هؤلاء المراهقون.
واعتبر التقرير أن انتخابات الرئاسة الفرنسية كانت لحظة مزايدة أخرى في سياق معاداة الإسلام، وأن مسألة محاربة الإسلاموية، واليسارية الإسلامية، والإسلام الراديكالي، والانفصالية أو الشيوعية كلها مفاهيم حضرت خلال النقاشات التي طبعت هذه الاستحقاقات.
وتناول التقرير أيضا موضوع صعود اليمين المتطرف للحكم في مختلف الدول الأوروبية، على غرار إيطاليا التي فازت فيها وريثة الموسولونية وزعيمة حزب إخوة إيطاليا جورجيا ميلوني والسويد التي فاز فيها الحزب المناهض للهجرة.
ويأتي هذا التقرير بعد أيام من إقدام زعيم حزب "الخط المتشدد" الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان في 21 يناير/كانون الثاني على إحراق نسخة من المصحف الشريف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، تحت حماية مشددة من الشرطة، تبعه بعد ذلك بيومين قيام إدوين واجنسفيلد زعيم حركة "بيغيدا" المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا بتمزيق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لاهاي الهولندية.
وعلى نطاق واسع، أثارت هاتان الإساءتان ضجة في العالم الإسلامي، واستقطبت ردودا عربية وإسلامية ودولية منددة، كما خرجت مظاهرات في عدد من الدول الإسلامية للتنديد بما حدث.