لا يكاد المواطن الفلسطيني يشاهد قمة جبل أو تلة في الضفة الغربية المحتلة دون إنشاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليها بؤرة استيطانية في محاولة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية.
وتُعد بؤرة "سديه إفرايم" الجاثمة على أراضي "جبل الريسان" غرب مدينة رام الله في مايو/ أيار 2019م، مثالًا على التوسع الاستيطاني فوق الأراضي الفلسطينية.
والجبل يطل على الأراضي المحتلة عام 1948، ويتبع لعدة قرى فلسطينية هي: راس كركر، وخربثا بني حارث، وكفر نعمة، وقرية دير ابزيغ، وبإنشاء البؤرة منعت سلطات الاحتلال مئات المواطنين من الوصول إليه.
اقرأ أيضاً: قوة من الاحتلال تطلق النار على حارسيْ مستوطنة بالضفة ظنا انهم فلسطينيون
وأكد المزارع فلاح أبو جمعة أن الجبل مثَّل على مدار سنوات طويلة مصدر دخل للعديد من العائلات، لافتًا إلى أن البؤرة الاستيطانية حرمت هذه العائلات من أرزاقها، وقرى رام الله من "الأمن الغذائي".
وأشار أبو جمعة إلى زراعة المزارعين أراضي الجبل عبر السنوات الماضية إلا أن المستوطنين اقتلعوا تلك الأشجار وأقاموا مكانها وحدات استيطانية (كرافانات).
ووفقًا لرئيس مجلس قروي كفر نعمة رأفت خليفة فإن أطماع الاحتلال في جبل الريسان تعود لثمانينات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1983 عندما سيطر على أكثر من ألف دونم وصادرها بحجة أنها "أراضي دولة".
وأوضح أن البؤرة المذكورة حرمت مئات المواطنين والمزارعين من الوصول إلى "جبل الريسان"، لافتًا إلى أنه كان متنزهًا للمواطنين.
وأشار خليفة إلى لجوء أهالي القرى للاعتراض أمام محاكم الاحتلال لكن دون جدوى عدا عن تنظيم سلسلة احتجاجات وفعاليات شعبية ضد الاستيطان.
وبحسب الناشط في مجال الاستيطان أحمد بركات فإن سلطات الاحتلال استولت على المزيد من أراضي "جبل الريسان" وتحديدًا عام 2019م وشرعت جرافات الاحتلال في توسعة البؤرة الاستيطانية.
وذكر بركات أنه منذ ذلك الوقت ارتقى شهداء وجرحى كان آخرهم الشهيد طارق معالي.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يشرع بتوسيع مستوطنة "كرمي تسور" شمال الخليل
واستشهد معالي (42 عامًا)، أول من أمس، برصاص مستوطن إسرائيلي في أثناء وجوده على "جبل الريسان" قرب كفر نعمة.
وأوضح أن الاحتلال ومستوطنيه يحاولون السيطرة على المزيد من أراضي الجبل، لكونه يقع في منطقة إستراتيجية مهمة جدًّا، ويُعد أعلى قمة في المنطقة و"دومًا المستوطنين عيونهم على المرتفعات".
وأوصى بركات بضرورة دعم صمود المواطنين والمزارعين في قرى غرب رام الله، والعمل على إحياء المقاومة الشعبية في محاولة لدحر تلك البؤرة التي تسيطر على آلاف الدونمات الفلسطينية.