فلسطين أون لاين

تقرير "العلي" لاجئ في لبنان يصنع روبوتًا للتصوير تحت الماء

...
تركيا-غزة/ مريم الشوبكي:

بأدوات وإمكانات بسيطة تَمكَّن الفلسطيني محمد العلي، من ابتكار روبوت ذكي يمكنه من التصوير تحت الماء.

ويقول العلي الذي وصل إلى تركيا قبل سنوات قادمًا من مخيم برج البراجنة: إنّ الروبوت الذي صممه "يعد علميًّا نوعًا من أنواع الغواصات غير المأهولة تحت الماء والتي يُتحكم فيها عن بُعد".

ودرس العلي "23 عامًا" هندسة الميكاترونكس في جامعة الشرق الأوسط بقبرص التركية، وجاءت فكرة الروبوت في آخر سنة دراسية في أثناء بحثه عن فكرة لمشروع تخرجه.

وحقل هندسة الميكاترونكس قائم على دمج وتكامل الهندسة الميكانيكية والإلكترونية إضافة إلى برمجة الحاسوب وهندسة التحكم ضمن إطار موحد بهدف تصميم وتطوير الأجهزة والآلات والمعدات التي تتسم بالسرعة والدقة والأداء المميز.

يقول العلي لـ"فلسطين": إنّ فكرة المشروع هي إنشاء آلية متحركة تحت الماء لدرجة محدودة تقارب عشرة أمتار، إذ عكف على تصنيعه ثلاثة أشهر وهي المدة المتاحة لإنهاء البحث وتطبيقاته، "لذا كان بسيطًا واستخداماته محدودة لأنّ تمويله كان ذاتيًّا من جيبي الخاص".

ويوضح أنّ الروبوت يتكون من وعاء أسطواني الشكل، وخمسة دوافع بخمسة محركات دون فُرش تدور 3600 دورة في الدقيقة.

ويتضمن الروبوت خمس سرعات مختلفة ذات تحكم إلكتروني، إضافة إلى "ميجا أردوينو" وهو لوح تطوير وتحكم إلكتروني مبني على المتحكم الصغري يتكون من دائرة إلكترونية مفتوحة المصدر مع متحكم دقيق يُبرمج عن طريق الحاسوب، إضافة إلى كاميرا "يو إس بي"، وعصا تحكّم متصلة في لوح المتحكّم الإلكتروني.

ويقول العلي: إنّ الروبوتات تحت الماء هي تكامل عالي التقنية، مشيرًا إلى أنّ تطوير الروبوتات تحت الماء لا ينفصل عن تطوير تكنولوجيا الكمبيوتر، وتكنولوجيا السونار، والتلفزيون منخفض الإضاءة تحت الماء، وتكنولوجيا التحكم عن بعد، وتكنولوجيا تحديد المواقع والملاحة.

ويلفت إلى أنّ الهدف من صناعة الروبوت الذي صنعه، هو نقل الصورة تحت الماء بوصل الروبوت بحاسوب محمول.

وعن سبب حصر مهام الروبوت في التصوير، يجيب: "يمكن عمل الكثير من التطوير على الروبوت، ولكن لم يكن هناك داعم للمشروع، فقد كان المشروع شخصيًّا لغرض التخرج الجامعي، وكانت من الأولويات صناعة الروبوت بأقلّ تكلفة لذلك حصرنا استخداماته في الوقت الحاضر فقط للتصوير".

ويستدرك قائلًا: "يمكن أن نضع عليه حساسات لقياس الضغط، والحرارة، والارتفاع تحت الماء، ويمكن إضافة قابض للصيد، ويمكن إضافة "توربيدو" وهو عبارة عن قاذف، "ولكنّ الإمكانات المادية لا تسمح بذلك، كما أنه مشروع جامعي صغير لا يحتاج إلى كل ذلك".

ويسعى العلي لتطوير ابتكاره لتتسع المهام التي ينفذها الروبوت كاستكشاف الأخطاء وإصلاحها في طرق الملاحة، وتشغيل الموانىء، وتشمل التطبيقات في المجالات الأخرى مراقبة بيئة المياه، والمسوحات البحرية، والتصوير الفوتوغرافي تحت الماء، والبحث والإنقاذ الآمن. 

ويختم حديثه عن الروبوتات تحت المائية بالإشارة إلى أنها فرع من فروع الروبوتات الآلية، يمكن أن تكون مستقلة العمل أو أن تدار عن بعد، وما تزال تمثّل علمًا ناشئًا والذي أصبح أكثر شعبية مع تطور التكنولوجيا".

ويردف: "هناك العديد من التطبيقات للروبوتات تحت المائية تستخدم التطبيقات مثل الاستكشاف العلمي والنواحي العسكرية ولبعض الهوايات، إلى جانب القدرة على السباحة فيمكن لبعض الروبوتات عمل الصيانة، والتصليح، والإنقاذ تحت الماء، كما يمكن أن تساعد أيضًا على جمع العناصر التي توجد في الأعماق داخل البحر، وتستخدم عادة في التطبيقات العسكرية أو العملية في الغالب".