فلسطين أون لاين

شاس يؤجج النار ضد القضاء

القضاء في دولة الاحتلال يضع النقاط على الحروف، ويشهر ما يقوله الفلسطينيون وغيرهم بشأن حالة الحكم في تل أبيب، إذ يبدو الحكم مسكونًا بالفساد والجريمة، أرييه درعي رئيس حزب شاس المتدين فاسد، ومدان بتهم مالية مجرمة في قوانينهم، ولا يحق لمجرم أن يكون وزيرًا في حكومة، والقضاء قال قولته بوجوب إخراج درعي من الحكومة، وليس أمام درعي غير الاستقالة أو الإقالة، حزب شاس صب غضبه على المحكمة العليا، وزعم أن القضاء مسيّس، وقال: قد لا تكون ثمَّ حكومة بدون درعي، والكرة في ملعب نتنياهو.

القضية برمتها لها وجهان: وجه يقول إن الفساد له من يدافع عنه في الأحزاب الإسرائيلية، وإن درعي واحد من الفاسدين، وهناك آخرون فاسدون في الحكومة وغيرها من المؤسسات، وهناك من يدافعون عنهم، والوجه الآخر يبدو ميزة في الديمقراطية الإسرائيلية إذ يمكن لمن يفتخر بها من الإسرائيليين أن يقول: شاهدوا قصة درعي، وهي قصة لا يوجد لها مثيل في دول الشرق الأوسط، إذ يشارك في حكومات البلاد العربية فاسدون، ولا يوجد أدنى اعتراض من محاكم الدولة العليا، لأن القضاء في البلاد العربية يقع تحت سطوة السلطة التنفيذية.

الأبعاد القانونية والقضائية داخل دولة الاحتلال لا تعني الفلسطيني كثيرًا، الذي ربما يهتم به الفلسطيني هو سؤال: وماذا بعد؟ أي ما التداعيات المحتملة على حكومة نتنياهو وبن غفير، هل تصمد الحكومة بدعم شاس، وبتعيين ابن درعي وزيرًا مكان أبيه، أم ستنهار الحكومة بخروج شاس من الإتلاف؟ الموضوع قيد المتابعة بالبحث عن حلول بديلة ستُبقي شاس في الحكومة، ولو بشخصيات بديلة يرشحها درعي حتى لا تنهار الحكومة.

نتنياهو ربما كان يعلم بخبرته موقف محكمة العدل العليا قبل ضم درعي لحكومته، ولكنه قرر توزير درعي ليحصل على دعمه في موقفه من محكمة العدل العليا، نتنياهو يجمع هذا الدعم لتغيير قواعد العمل والصلاحيات في تعيين القضاة.

نتنياهو يبدو في هذه المسألة ذكيًا ويعمل وفق إستراتيجية تغيير القضاء، ثم ينضم ناخبو شاس وهم نصف مليون ناخب إلى المؤيدين خطوات نتنياهو بإصلاح القضاء، فبحسب رؤية نتنياهو والليكود، هذا التغيير يمهد الطريق أمام نتنياهو للتخلص من الملاحقة القضائية. 

إذا كان درعي مدانًا، فإن نتنياهو متهم، وينتظر المثول أمام المحكمة، ويجدر به الاستقالة من رئاسة الوزراء، إذ لا يفصل بينه وبين درعي إلا خيط ضعيف: قادة فاسدون، ووزراء فاسدون، ونزاع مع القضاء، وكل ذلك يؤشر بقرب انهيار الدولة من داخلها، تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى.