تسع سنوات (وأفرها منغستو) في الأسر عند حماس، منغستو يهودي إثيوبي مهاجر من مسقط رأسه في إفريقيا إلى دولة (إسرائيل)، وهو الآن يحمل الجنسية الإسرائيلية، كما يحملها يهود الفلاشا الذين قدموا من إثيوبيا قبل عقدين ونيّف، ليستوطنوا بلادنا المحتلة فلسطين، هم يسكنون فلسطين المحتلة، ونحن للأسف مطرودون منها نعيش في الشتات، أو في مخيمات اللاجئين في غزة والضفة.
طبعًا تسع سنوات هي مدة طويلة، ولا سيما وأن قادة حكومة الاحتلال يزعمون أنهم يعملون كل ما في وسعهم لإعادة منغستو ورفاقه إلي البيت، قادة الحكومة يكذبون على عائلة منغستو ورفاقه، ويكذبون على الشعب الإسرائيلي، فهم لا يفعلون شيئًا لإعادة منغستو لأهله.
السبب المباشر في فشل الحكومة في إعادته، أنها لا تريد دفع الثمن، وإجراء صفقة تبادل، لأن منغستو أسود البشرة، إفريقي بلا عيون زرقاء، بلا بشرة بيضاء، ويهود الفلاشا بمجموعهم مشكوك بيهوديتهم، ولحخامات اليهود تصريحات تؤكد هذه الشكوك، ما أود قوله إن حكومات (إسرائيل) لديها تمييز عنصري بين مكونات شعب (إسرائيل) على أساس: العرق، واللون، والحقيقة اليهودية، أي لو كان منغستو يهوديًا فرنسيًا، أو يهوديًا أميركيًا، من ذوي البشرة البيضاء، لنجحت حكومت (إسرائيل) في عقد صفقة تبادل.
طبعًا من حق منغستو أن يقول لحكومته : إلى متى سأبقى بعيدًا عن أمي وأخي؟ ومن حق عائلته أن تقول: إن حكومة (إسرائيل) لم تفعل شيئا، ومن حق حماس أن تفضح رئيس الأركان (كوخافي) في يوم مغادرته منصبه، وأن تبيّن فشله، وقلة إحساسه بالمسئولية تجاه بمنغستو ورفاقه، ومن حق حماس أن تخاطب في رسالتها المصورة رئيس الأركان الجديد هاليفي، وتقول له : العبء ثقيل، وعليك تحمّل المسئولية، واتخاذ قرار جريء حتى لا تخرج من منصبك فاشلًا كسلفك.
الكرة في ملعبكم، ونحن لا نطلب المستحيل، نحن نطلب الحرية لعدد نتفق عليه من أسرنا، أسرانا الفلسطينيين دافعوا عن حق شعبهم في تقرير المصير، ونحن نحترم جهدهم، ولن نتركهم، ونعمل على إعادتهم إلى عائلاتهم بعز عزيز، أو بذل ذليل، يعز الله من يشاء، ويذل من يشاء.
إن كان منغستو يهوديًا، ولعائلته شأن عندكم، فقد أظهرت الصورة أنه حي، وبصحة جيدة، ويريد العودة إلى عائلته، فهل قرأتم رسالة منغستو جيدا؟ أو ستبقونه بعيدًا عن عائلته لأنه ليس يهوديا حقيقيا؟ الأيام ستجيب، ويكفي كوخافي عيبًا أن يترك منصبه والعار في أذيال بدلته العسكرية بسبب منغستو ورفاقه.