قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، إنه لا يزال من غير الممكن تحديد مصداقية فيديو بثّته كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لما يبدو أنه الجندي الإسرائيلي أبرا منغيستو المحتجز لديها منذ 8 سنوات.
وفي أول تعليق رسمي على الفيديو الأول منه نوعه لمنغيستو، بعث مكتب نتنياهو برسالة إلى الوزراء في حكومته، بحسب ما نقلت قناة "كان" التابعة لهيئة بث الاحتلال الإسرائيلي الرسمية.
وقال مكتب نتنياهو في الرسالة: "في هذه المرحلة، لا يزال من غير الممكن تحديد مصداقية الفيديو".
واعتبر أن الفيديو "حيلة إعلامية دنيئة تتعلق بحالة إنسانية لمواطن إسرائيلي يعاني من مرض نفسي، مما يثبت أكثر من أي شيء أن حماس محبطة ومضغوطة"، على حد تعبيره.
وفي ظل انتقادات داخلية في كيان الاحتلال في ملف الأسرى لدى "حماس"، قال مكتب نتنياهو إن "(إسرائيل) تستثمر كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى وطنهم".
واتهم حركة حماس بأنها "تعرقل أي فرصة للتوصّل إلى صفقة".
ومرارًا، نفت "حماس" مثل هذه الاتهامات، وهدّدت بـ"إغلاق ملف الجنود الإسرائيليين لدى كتائب القسام إلى الأبد في حال ماطلت (إسرائيل) في صفقة التبادل".
وتعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها نحو 4500 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، بحسب منظمات معنية بشؤون الأسرى.
ومعلّقًا على فيديو "حماس"، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي رون كوخاف: "نتفحص التوثيق وآمل أن يكون الفيديو حقيقيًّا وأن يكون منغيستو في صحة جيدة"، وفق القناة.
أما والدة منغيستو فأكدت أن الشخص الذي ظهر في الفيديو هو ابنها، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الإثنين، قالت أسرة منغيستو في بيان: "على الدولة (إسرائيل) التحرك بسرعة لإعادته إلى المنزل. يبدو بصحة جيدة ويتم الاعتناء به. لا يوجد سبب لبقائه قيد الاحتجاز يومًا آخر. من الرائع رؤيته. هذه هي المرة الأولى التي نراه فيها (منذ احتجازه)".
وفي الفيديو، ظهر منغيستو وهو يرتدي قميصًا أزرق ووجّه رسالة صوتية إلى حكومته متسائلًا: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم (؟)، أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا (؟)".
ويأتي الفيديو بمناسبة تبادل المناصب في رئاسة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي وتنصيب هرتسي هليفي قائدًا جديدًا خلفًا لأفيف كوخافي.
وقالت كتائب القسام، في رسالتها: "نؤكد فشل رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي ومؤسسته وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدعاة وموهومة، وعلى خلفه هليفي أن يعد نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه".
وفي يونيو/حزيران 2021، قالت قناة "كان" إن (تل أبيب) تشترط إعادة أسراها الأربعة قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار غزة، بينما ترفض "حماس" الربط بين الإعمار وتبادل الأسرى وتطالب بصفقة تتضمن تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وأسرت "حماس" في غزة، خلال حرب صيف 2014، جنديين إسرائيليين هما أورون شاؤول وهدار غولدين، فيما تقول قوات الاحتلال إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما.
كما تحتفظ "حماس" بجنديين تقول (تل أبيب) إنهما مريضان نفسيًا، وهما منغيستو وهشام السيد، بعدما دخلا غزة في ظروف غامضة في سبتمبر/ أيلول وديسمبر/كانون الأول 2014.
وفي يونيو/ حزيران 2022، كشفت الحركة عن تدهور طرأ على صحة "السيد".
وتحاصر (إسرائيل)، منذ صيف 2007، غزة ما أدّى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في القطاع حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.