جسّد معرض افتتحته الدائرة الدعوية في منطقة جنوب غزة، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، معالم المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي يتعرّض فيه لانتهاكات جسيمة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وحمل المعرض اسم "القدس في العيون.. نفنى ولا تهون"، واحتوى على مجسّم كامل للمسجد الأقصى، ومجموعة من الصور الثورية التي تضمّنت مكوناتها مشاهد لتحرير القدس والأقصى من قيد الاحتلال الممتد منذ عشرات السنين.

وتضمن المعرض الذي أقيم في قاعة تتبع لمسجد الإمام الشافعي بحي الزيتون، جنوب مدينة غزة، لافتات خُطَّ عليها شعارات عديدة؛ أبرزها: "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، و"القدس محضن الأنبياء وبوابة السماء"، و"أرواحنا فداء للقدس والأقصى"، و"سنحرر أرض الإسراء ونضيء مصابيح الأقصى بدم الشهداء".

وتحدث الباحث السياسي بوحدة شؤون القدس في وزارة الأوقاف بغزة أحمد أبو يوسف، عن أهمية المسجد الأقصى المبارك في الإسلام وبالنسبة للمسلمين، مؤكدًا أنه "حاضر في قلوب المسلمين، ولن يفرط به أحد".

وبيّن أبو يوسف لصحيفة "فلسطين"، أن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على الانتهاكات، وجرائم الاحتلال بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى.

ودقَّ أبو يوسف ناقوس الخطر، تزامنًا والتحديات الخطيرة التي يتعرض لها الأقصى، موصيًا بضرورة إفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه.

وأضاف: أن المسجد الأقصى عقيدة كل العرب والمسلمين، ويجب أن تساهم الأمة العربية والإسلامية في دعم صمود المقدسيين في وجه انتهاكات الاحتلال.

وانتقد بشدة استمرار مسلسل التطبيع بين أنظمة عربية والاحتلال، مشددًا على ضرورة إنهاء هذا التطبيع، ولا سيما أن الكيان "لا يؤمن بالسلام أو التسوية، ويسعى بقوة إلى تدمير المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم".

وقد جسد معرض "القدس في العيون" أكثر من 130 معلمًا من أصل ما يزيد على 200 معلم، يشملها المسجد الأقصى داخل سوره، حسبما أفاد أبو يوسف.

من جهته، أكد مسؤول الدائرة الدعوية في منطقة جنوب غزة دياب التتر، أن تنظيم معرض "القدس في العيون" في هذا التوقيت يتزامن مع تصاعد مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهويده.

وقال التتر لصحفية "فلسطين": إن "شعبنا الفلسطيني متمسك بالمسجد الأقصى لأنه جزء من عقيدته"، مشددًا على ضرورة حشد الإمكانات والطاقات لنصرة القدس وأهلها والمسجد الأقصى.

وشملت المعالم التي جسدها المعرض للأقصى: 8 مساجد، و14 قبة، و43 من المصاطب والمحاريب، و18 مدرسة، و14 من الأسبلة، منها سبيل باب المغاربة، وسبيل قاسم باشا وغيرهما، و8 بوائك.

وضمَّ المجسم تجسيدًا لأبواب المسجد الأقصى المفتوحة، وعددها 10 أبواب، والأبواب المغلقة وعددها 5 أبواب، وكذلك المآذن وعددها 4، و9 معالم أخرى.

يشار إلى أن عمليات تهويد الأقصى والقدس تصاعدت في السنوات الأخيرة، وسط تصاعد مخططات الاحتلال العنصرية، وقد وصلت مؤخرًا إلى حد تسلل وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، إلى المسجد بعد التهديد والوعيد بذلك.