لا تدخل فرحة العيد منذ ثلاثة عشر عاما على عائلة الأسير رائد الحج أحمد المعتقل في سجن "نفحة" الصحراوي ، منذ ذلك الوقت وباب البيت ينتظر دخول رائد مُحمّلاً بحاجيات العيد من حلويات وكعك؛ الشيء الوحيد الذي يحدث أن ابتسامة أقرب الناس إليه تبهت عاماً بعد آخر.
لوعة الاشتياق للولد تكابدها أم رائد، فهي محرومة من زيارته منذ ما يزيد عن العام و نصف العام بذريعة "المنع الأمني".
لمعة الحزن في عينيها تسابق بث شكواها لصحيفة "فلسطين" حين قالت: "أُصيب زوجي بجلطةٍ قلبيةٍ حادة بعد أن منعته سلطات الاحتلال من زيارة "رائد" في تموز/ يوليو الماضي، جعلته طريح الفراش وبانتظار إجراء عملية لزراعة دعامة قلبية بعد أن تمكن من زراعة الأولى بداية الشهر الجاري".
تتنهد الأم بحسرة ثم تتابع حديثها: "ليس لنا سوى الله ثم أهالي الأسرى ممن تسمح لهم سلطات الاحتلال بزيارة أبنائهم كي نطمئن على ابني رائد الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة (20 عامًا) أمضى منها (13 عامًا) داخل الأسر.
وتدعو والدة الأسير الحج أحمد كافة المعنيين للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية لاستئناف برنامج زيارات أهالي الأسرى ووقف سياسة "المنع الأمني" التي تمارسها بحق أهالي الأسرى.
وتحرم سلطات الاحتلال عشرات الأسرى الفلسطينيين من زيارة أبنائهم القابعين خلف سجونها بحجة "المنع الأمني" في محاولةٍ منها لعقاب الأسرى، والضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية لدفعهم للاستجابة لمطالبها، في أي صفقة تبادلٍ قادمة.
وبالانتقال إلى السبعينية والدة الأسير رامي العيلة؛ فإن أقصى ما تخشاه أن يطرق الموت بابها قبل أن تعانق نجلها "رامي" وتعوضه عن سنوات الحرمان التي عاشها خلف قضبان السجون الإسرائيلية.
فابنها معتقل في سجن "نفحة" الصحراوي و محكوم مدة (17 عامًا) أمضى منها تسعة أعوام داخل الأسر.
وتقول العيلة لـــ "فلسطين" : "تتزايد أحزان أهالي الأسرى مع كل عيد، لأنه يذكرَّهم بأبنائهم المعتقلين خلف قضبان السجون"، داعية المقاومة الفلسطينية للعمل على إنجاز صفقة وفاء أحرار جديدة تنتهي بموجبها معاناة وآهات الأسرى وذويهم.
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى والدة الأسير عمر وادي، التي حرمتها سلطات الاحتلال من زيارة نجلها منذ ما يزيد عن العام بحجة "المنع الأمني".
ولسان حال وادي وفق ما قالته لـ"فلسطين" (بأي حالٍ عُدت يا عيد)؛ فهي واحدة من مئات الأمهات اللاتي لم تزرن فلذات أكبادهن منذ ما يزيد عن العام، في ظل استمرار سلطات الاحتلال بممارسة إجراءاتها العقابية بحق الأسرى وذويهم.
وتمنت المرأة التي يعتصر قلبها ألمًا على فراق ابنها، الإفراج عن كافة الأسرى في سجون الاحتلال من خلال صفقة قريبة مشرفة.
ورفعت كفيها إلى السماء، خلال مشاركتها في اعتصام الأسرى الأسبوعي المُقام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، أمس، وأخذت تتضرع لله عز وجل، أن يحرر الأسرى من السجون الإسرائيلية وأن يسمح لهم بزيارة أبنائهم.
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلية نحو 6500 أسير فلسطيني في سجونها، غالبيتهم من سكان الضفة الغربية، وفقاً لإحصائيات فلسطينية رسمية.