فلسطين أون لاين

عباس: "الصحة" بحاجة لـ35 جهازًا طبيًّا لمستشفيات القطاع

منع إدخال الأجهزة الطبية والتشخيصية.. ناقوس خطر يهدّد حياة مرضى غزة

...
الاحتلال يمنع ادخال الأجهزة الطبية لغزة
غزة/ جمال غيث:

تنتظر عائلة المريض رجب جمال رجب موعدها لإجراء صورة رنين مغناطيسي لمنطقة الرأس، من أجل إظهار أسباب تعرّض نجلها العشريني لتشنجات طارئة تفقده الوعي ساعات، يصاحبها انقباض في العضلات.

ووضعت وزارة الصحة بغزة (رجب) وفق والدته ليلى على قائمة الانتظار، بسبب خروج العديد من الأجهزة الطبية عن الخدمة؛ لتهالكها ومنع إدخال الاحتلال الإسرائيلي قطع الغيار اللازمة لصيانتها منذ عدة سنوات. 

وتخشى الأم في حديثها لصحيفة "فلسطين" على حياة نجلها، بعد تعرّضه الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ لتشنج قوي استمر ساعات نُقل في إثرها إلى المستشفى ليمكث هناك ثلاثة أيام. 

وقالت الأم: إنها حاولت إجراء صورة لنجلها في مراكز خاصة، لكن دون جدوى فهي لا تملك ثمنها الذي يقدر بـ400 شيقل، لتنتظر موعدها في "قائمة الانتظار".

ويعاني رجب الذي يقطن في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع إصابة سابقة بشلل نصفي، في إثر تعرضه لجلطة أصيب بها بعد سنة ونصف السنة من ولادته.

تكلفة مرتفعة

ولا يختلف الحال كثيرًا عن حازم سليمان، الذي يترقب موعده لإجراء صورة "رنين مغناطيسي" بمنطقة الصدر وتشخيصه حالته الصحية لكونه يعاني منذ أشهر آلامًا شديدة. 

وأشار سليمان (42 عامًا) إلى أنه غير قادر على توفير ثمن الصورة لارتفاع ثمنها، فهو لا يقوى على العمل، ويعتمد بالدرجة الأساسية على المساعدات الإنسانية التي توفرها بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية.

وحاول جاهدًا الحصول على موعد قريب لتحديد جلسة، لكن دون جدوى فالعشرات من المرضى ينتظرون أيامًا وأسابيع من أجل الحصول على موعد قريب لإجراء الصورة.

ويتخوف سليمان أن تتفاقم حالته الصحية وهو بانتظار إجراء الصورة الطبية.

أهمية الأجهزة

ويمنع الاحتلال إدخال الأجهزة الطبية الحديثة وقطع الغيار اللازمة لإصلاح الأجهزة المتعطلة في مرافق الوزارة، منها المتحركة والثابتة التي تستخدم في العمليات، كجهاز الأشعة التداخلية، وفق مدير وحدة التصوير الطبي في وزارة الصحة د. إبراهيم عباس، الذي أكد أهميته للمرضى، ولا يمكن إجراء عمليات العظام أو ترميم الكسور أو تثبيتها دونه.

وأفاد عباس بأن عدد أجهزة الأشعة في مستشفيات وزارة الصحة بغزة، 32 جهازًا، منها 16 جهازًا متهالكًا، و4 متوقفة بانتظار قطع الغيار اللازمة. 

وبيّن في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن 50% من أجهزة الأشعة العاملة في مستشفيات القطاع قديمة ومتهالكة لانتهاء عمرها الافتراضي، مؤكدًا في الوقت ذاته، حاجة وزارة الصحة لـ35 جهازًا لتصوير المرضى في مستشفيات ومراكز غزة.

ويوميًا يُجرى 400 تصوير طبي للمرضى المرتادين على مستشفى الشفاء الطبي، وكذلك من 200 - 250 لمرضى في المستشفى الإندونيسي.

مضاعفات خطيرة

وأكد الوكيل المساعد في وزارة الصحة بغزة د. بسام الحمادين، أن الاحتلال يُمعن في منع إدخال الأجهزة الطبية التشخيصية إلى مستشفيات القطاع؛ الأمر الذي يفاقم معاناة المرضى ويؤخر عملياتهم الجراحية ويتسبّب بإصابتهم بمضاعفات خطيرة.

وذكر الحمادين لصحيفة "فلسطين" أن أبرز هذه الأجهزة، التصوير الطبي كالأشعة السينية، وتثبيت الكسور، وجراحة العمود الفقري، والأشعة التداخلية، والتي عبرها نتمكن من تشخيص الحالات المرضية وعلاج المرضى.

وأوضح أن أهمية تلك الأجهزة تكمن في مساعدة الطبيب في التشخيص الدقيق للحالات المرضية وتحديد الحالة، سواء كان بحاجة إلى علاج أو إلى عملية جراحية، كما يمكن استخدام بعضها في العمليات الجراحية.

وأشار الحمادين إلى أن وزارة الصحة تحاول إدارة ما لديها من موارد وإمكانات مع نقص تلك الأجهزة، وتهالك بعضها، وتوقف الشركات عن تصنيعها.