يوافق اليوم الخامس عشر من شهر يناير/كانون ثاني ذكرى استشهاد وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية العاشرة سعيد صيام، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" وأحد أبرز قياداتها، الذي اغتالته طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانها على قطاع غزة عام 2009.
وبرغم مرور 14 عامًا على استشهاد صيام الذي استشهد في منزل شقيقه بحي اليرموك وسط مدينة غزة، إلا أنّ سيرة الشهيد الوزير تجعل منه علمًا من أعلام شهداء فلسطين.
ونفذ جيش الاحتلال خلال عدوانه الموسع طيلة 23 يومًا، انتهاكات و"جرائم حرب" يندى لها الجبين؛ شملت قصف تجمعات سكنية، وهدم منازل فوق رؤوس ساكنيها، وعمليات إعدام ميدانية بينهم أطفال، وقصف مدارس تابعة لوكالة "الأونروا" واستشهاد نازحين بداخلها.
ولم يكن صيام الشخصية الوحيدة التي اغتالها جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة آنذاك، فقد طال الاغتيال قادة أجهزة أمنية بينهم مسؤول جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل الجعبري، ومدير جهاز الشرطة اللواء توفيق جبر، وكوادر وقيادات بارزة في حركة حماس، بينها الشيخ نزار ريان.
وراح ضحية ذلك العدوان أكثر من 1400 شهيد، وما يزيد عن 5 آلاف إصابة، بحسب ما وثقته مصادر حقوقية.
اقرأ أيضا: بعد 9 سنوات على استشهاده.. مسيرة سعيد صيام باقية
ولد الشهيد سعيد صيام في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة في يوليو عام 1959م، لأسرة تعود أصولها إلى قرية الجورة المحتلة قضاء المجدل، حيث تلقى تعليمه بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وحصل عام 1980 على شهادة دبلوم تدريس العلوم والرياضيات من معهد دار المعلمين برام الله، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في التربية الإسلامية عام 2000م.
عمل صيام معلمًا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة من عام 1980 حتى نهاية عام 2003؛ إذ اضطر إلى ترك العمل بسبب مضايقات إدارة الوكالة له على خلفية انتمائه السياسي لحركة "حماس".
مشواره الدعوي
أظهر الشهيد سعيد صيام منذ شبابه التزامًا دينيًا، حيث بدأ مشواره الدعوي في المسجد الأبيض بمخيم الشاطئ، بات واحدًا من أشهر دعاة غزة، يجوب مساجدها بشكل تطوّعي، يعظ الناس، ويعقد حلقات الذكر، وكان يكبر على عين الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس".
انتقل صيام إلى حي الشيخ رضوان ليؤسس مع مجموعة من إخوانه إلى مسجد اليرموك، وعمل إمامًا وخطيبًا متطوعًا في مسجد اليرموك لسنوات عديدة، وقد عُرف عنه التواضع الشديد والحكمة الواسعة في إدارة المواقف، وكذلك تقريبه لوجهات النظر المُختلفة، حتى لمع نجمه بشدة في مجال الوعظ والخطابة والإصلاح بين الناس، فعمل ضمن لجان الإصلاح المنتشرة في أحياء القطاع، فكان مُربيًا فريدًا للأجيال، وداعية يسلب القلوب.
سيرته الجهادية
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشيخ سعيد صيام أربع مرات بين عامي 1989-1992، كما أبعدته مع مئات من قادة العمل الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992م.
وفي عام 1995م اعتقله جهاز المخابرات الفلسطيني على خلفية الانتماء السياسي لحركة "حماس" ضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنَّتها السلطة ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ إثر تبنِّي الحركتين سلسلة من العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل.